الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للمبتلى بوسواس الردة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، ومشكلتي هي أنني أعاني من مرض الوسواس خاصة في العقيدة، بدأ معي هذا المرض منذ حوالي 3 أو 4 سنوات، وخلالها كانت تأتيني وساوس خطيرة، ومؤخرا بدأت أشك هل وقعت في الردة خلال هذه المرحلة، وأنا محتار وأحاول تذكر هل وقع مني فعل أو قول أو اعتقاد يكون قد أخرجني من الدين ـ والعياذ بالله ـ فلا أستطيع التذكر، وأسئلتي كالتالي: هل أنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام خوفا من أن أكون قد وقعت في الردة لكي أنزع الشك عني، لأنني أحب أن ألقى الله وأنا مسلم؟ وهل إذا كنت قد وقعت في الردة ـ والعياذ بالله ـ وتبت من جميع ما قد يكون قد وقع مني دون النطق بالشهادتين يكفي؟ أفيدونا بارك الله فيكم فأنا دائما في قلق مستمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مسوغ لهذا القلق وهذه الحيرة، فأنت بحمد الله على الإسلام ولم ترتكب ما يخرج من الملة، وعليك أن تطرد عنك هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، فإن الاسترسال مع الوساوس يجر إلى شر عظيم، وأما نطق الشهادتين فهو عمل حسن وأمر مطلوب يثاب عليه المسلم، فأكثر من ترديدهما تعبدا لله تعالى لا لكونك خرجت من الإسلام، وأنك بذلك تجدد الدخول في الإسلام، فهذا كله من وساوس الشيطان التي يلبس بها عليك ليوقعك في الحيرة والشك، فحذار حذار أن يكون لهذه الوساوس نصيب من تفكيرك وشغلك عما ينفعك، بل كلما عرض لك شيء منها فاطرحه عنك ولا تبال به، وكلما وسوس لك الشيطان أنك ربما خرجت من الملة فقل له بلسان حالك كذبت يا عدو الله، بل أنا مسلم موحد والحمد لله، واعلم أن من رحمة الله بعباده أنه لم يؤاخذهم بما يعرض لهم من الخواطر وهواجس النفس، فدافع هذه الخواطر وتلك الهواجس والوساوس ما استطعت، واعلم أنك مأجور في مدافعتها ـ إن شاء الله ـ ولا تعبأ بها ولا تعرها اهتماما كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني