الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مؤاخذة على ما يدور في النفس ما لم يُتكلَم أو يُعمل به

السؤال

هل يحاسب الإنسان على حديث النفس إذا كان فيه سخرية من الناس مثل: تحدثني نفسي أني طويلة وفلانة قصيرة وغير ذلك من السخرية، علما بأنني لم أتكلم بلساني فقط في نفسي؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحرم وصف امرأة على سبيل السخرية بأنها قصيرة وهو من الغيبة المحرمة، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ { الحجرات:11}.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. رواه مسلم.

وفي سنن أبي داود والترمذي أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا ـ تعني قصيرة ـ فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.

وأما في حال عدم التكلم فلا يعتبر ذلك سخرية ولا غيبة، لأن الغيبة قد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ذكرك أخاك بما يكره ـ ومجرد حديث النفس وما يدور فيها لا مؤاخذة فيه إذا لم تنطقي، لأن الله قد تجاوز لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عن ذلك، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني