الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدم النازل بعد الإجهاض

السؤال

كنت حاملا وأجهضت على شهر ونصف، وكان معي تليف بالرحم، واستمر الدم علي 22 يوما، وبعدها انقطع يومين، ورجع غزيرا جدا، وتخرج مني قطع دم متجمدة والدكتور قال لي إن أول دورة بعد الإجهاض ستكون غزيرة والسبب التليف طبعا، وطول هذه المدة كنت أصلي، ولكن بعد نزول الدم الغزير قطعت الصلاة، واستمر علي أسبوعين وخف تدريجيا ثم انقطع يومين، واغتسلت وبدأت الصيام، لأني أفطرت من رمضان 9 أيام، وبعد يوم كامل نزلت مني نقاط خفيفة ومتقطعة وأنا الآن في حيرة من أمري لا أدري هل هو دم حيض أم استحاضة؟ وقرأت هنا فتوى تقول إن علي أن أحسب أيام دورتي وما يزيد عنها يعتبر استحاضة أرشدوني، لأني احترت كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الدم الذي رأيته عند إجهاض الجنين يعد دم استحاضة إلا ما وافق منه زمن العادة، كما بينا في الفتوى رقم: 129638.

وعليه، فقد كان الواجب عليك أن تصلي وتصومي في جميع تلك المدة إلا في المدة الموافقة لعادة حيضك، فإن كنت لم تفعلي وتركت الصلاة في وقت ظننت فيه أن هذا الدم دم حيض فاقضي ما تركته من الصلوات إذن، ولا إشكال في أنك ستقضين ما أفطرته من أيام في رمضان والحال ما ذكر، ثم إن أطبق بك الدم فيما بعد بحيث ظللت مستحاضة فالواجب عليك هو ما يجب على المستحاضة مما بيناه في فتاوى كثيرة من الرجوع إلى عادتك السابقة إن كنت تعرفينها، وإلا فإنك تعملين بالتمييز الصالح، فإن لم يكن لك عادة ولا تمييز فإنك تجلسين غالب مدة الحيض ستة أيام أو سبعة وتغتسلين بعد المدة المعدودة حيضا وإن كان الدم جاريا، ثم تصلين ولك جميع أحكام الطاهرات، ويلزمك التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع والوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني