الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تعظيم المصحف التحدث عنه بما لا يعد استهزاء به

السؤال

لو سمحت ياشيخ أخي رأى القرآن في المطبخ، فقام وقال لنا لماذا القرآن في المطبخ هل يأكل؟ فما أدري هل هذا فيه استهزاء بالدين أم لا؟ ولو الواحد ضحك من كلامه هل يعتبر كافرا؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الاستهزاء بكتاب الله تعالى من الكفر المخرج من الملة لقول الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ. التوبة.

والظاهر- والله أعلم- أن ما قاله أخوك وما جرى لمن ضحك من قوله لا ينبغي أن يحمل على الاستهزاء بكتاب الله تعالى، وإنما ينبغي أن يحمل على احترام المصحف واستنكار تركه في المطبخ، والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو تعظيم حرمات الله واحترام كتابه، فإن تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره من أبرز سمات المتقين، كما قال سبحانه وتعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. (الحج:30). وقال تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج:32).

فلذلك ينبغي للمسلم أن يحافظ على المصحف، وأن يجعله في المكان المناسب له واللائق بمكانته، وألا يتركه في المطبخ إلا إذا كان نظيفا، وفي مكان منه لا يخشى عليه من التلوث أو إصابته بأشياء المطبخ؛ فالمهم أن لا يجعل في مكان يعتبر وضعه فيه امتهانا له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني