الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمامة الموسوس وحكم قطع النية

السؤال

في إحدى المرات صليت برجل، فطرأ علي الوسواس فقطعت الصلاة وأوهمت الرجل أني أصلي ولم أقطعها وأكملت صلاتي ونيتي مقطوعه. فلما انتهيت تنحيت جانبا وأعدت الصلاة ولم أخبره، وقد تكرر هذا الفعل مرة أخرى مع رجل آخر فليس بيدي شيء إنما من الوسواس، فأنا بقدر استطاعتي أحاول عدم الالتفات إليه. فما حكم فعلي؟ وفي إحدى المرات صليت العشاء فكبرت فطرأ الوسواس فقطعت الصلاة، فلما كبر الإمام للركوع رفعت يدي للتكبير ثم كبرت للركوع دون رفع يدي للركوع، مجرد نطق بالتكبير ولم أرفع يدي مرتين حتى لايعلم أني قطعت الصلاة حتى لا يقول صاحبي إني موسوس ( أي أوهمته أني أكبر للركوع برفع يدي مرة واحده للاحرام ). فهل هذا رياء؟ وهل تجب علي إعادة الصلاة كوني قبل أن أدخل المسجد أشعر أن الوسواس سوف يأتينا، فلم ألتفت إليه ولم أقطع صلاتي مرة أخرى ولم أعدها أم أنه رياء يجب علي إعادة الصلاه وهي صلاة العشاء، وقد تكرر نفس الفعل في صلوات أخرى. فماذا أعمل هل فعلي رياء؟ وإذا كان رياء ماذا أعمل وأنا لا أعلم كم صلاة فعلت فيها هذا الفعل؟ وكوني أحاول قدر المستطاع أن لا ألتفت إليه لدرجة أني لما كبرت مرة أخرى وأوهمت صاحبي طرأ الوسواس وأراد أن يضيع الركعة، فقلت إنها وسوسة وليست رياء ولم ألتفت إليه. فماذا ترون في فعلي؟
وفي إحدى المرات كنت رافعا صوتي في التشهد وأعتقد أني رفعته لأني أعاني من الوسواس، فنظر إلي رجل فشعرت أني مخطئ، فخفضت صوتي وحسنت هيئتي وأكملت التشهد وسلمت. فهل هذا رياء علما أني لا أبتغي مدحه ولا يهمني ذلك ابدا ولا أعرفه أصلا؟ وجزيتم كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء إن أكثر الأسئلة السابقة للأخ السائل تدل على أنه مصاب بوسواس شديد، ولا ينبغي لمثله أن يكون إماما لغيره طالما أنه مبتلى بالوسوسة, وأما قطعه نية الصلاة فإن صلاته بطلت بقطع النية، وصلاة المأموم صحيحة لم تبطل لأن هذا سبب يخفى عليه. وقد نص بعض الفقهاء على أن كل ما تبطل به صلاة الإمام ويخفى على المأموم لا تبطل به صلاة المأموم .

جاء في حاشية قليوبي من كتب الشافعية في صحة صلاة من ائتم بجنب أو محدث وهو لا يعلم: وَكَذَا كُلُّ مَا يَخْفَى عَلَى الْمَأْمُومِ كَتَرْكِ النِّيَّةِ، وَكَوْنِهِ مَأْمُومًا، وَنِيَّةِ إقَامَةٍ مُبْطِلَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَسَوَاءٌ تَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي الْأَثْنَاءِ أَوْ بَعْدَ الْفَرَاغِ ... اهـ .
وأما قصة تكبيرك ورفع يديك مرة واحدة، فإن كنت كبرت للإحرام وأنت قائم فصلاتك صحيحة ولا تبطل بكونك لم ترفع يديك للركوع، ولا رياء فيما ذكرت ولا في خفض صوتك بالتشهد، ولا تلزمك إعادة شيء من الصلوات بسسب هذا.

وننصحك بتقوى الله تعالى والكف عن تلك الوساوس فإنها من الشيطان والاسترسال معها داء وبيل, ونرجوا أيضا أن تكف عن إرسال أسئلة الوسوسة هذه فإن عندنا من الأسئلة المهمة التي تنتظر الجواب الشيء الكثير .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني