الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في خروج المذي أثناء الصلاة

السؤال

يتكرر نزول المذي مني باستمرار وحتى في الصلاة بسبب تذكري لمشاهد وصور إباحية كنت قد شاهتها من قبل، فهل صلاتي باطلة بسبب هذه الوساس؟ وهل علي إعادة الصلاة، وذلك بسبب عدم تأكدي من نزول المذي أهو قبل الصلاة بقليل أم أثناءها أم بعدها بقليل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الإجابة عن حكم الصلاة نقول للسائل، لايجوزلك مشاهدة الصورالإباحية ولا النظر إلى صور النساء، لأن هذا من المحرمات الواجب على العبد أن يزدجر عنها ويتركها امتثالاً لأمر الله جل وعلا، قال تعالى: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث { الأعراف: 157}. وقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم { النور: 30}.

ويجب عليك أن تسارع إلى التوبة، وتقلع عن تلك المعصية التي توجب مقت الله، وفساد القلب وقسوته وانطفاء نوره ومما يعين على التوبة ألا تسمح لنفسك بفتح المواقع الإباحية، أوالرسائل التي تتضمن صوراً إباحية مهما كانت الظروف، وانظر الفتوى رقم: 65677.

أما عن تأثير خروج المذي والوساوس على صحة الصلاة: فإن الخواطر العابرة التي تمر بالإنسان من حديث نفس أو تخيلات، لا يترتب عليها إثم ولا تعتبر معصية ما دامت كذلك، أما تعمد الاسترسال فيها وتمتيع الخاطر بها فلا يجوز للإنسان أن يشغل نفسه به، فقد عده بعض العلماء من المحرمات، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 98438.

كما أن مجرد حصول الوساوس أو الخواطر أثناء الصلاة لا يبطلها طالما أنه يأتي بأركانها وشروطها وواجباتها، لكنها تنقص أجر الصلاة إذا استرسل معها لا سيما إذا كنت رديئة، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 39295، ورقم: 55793.

ثم إذا نشأ عن هذه الخواطر خروج المذي يقينا نقض الوضوء وأبطل الصلاة إن خرج أثناءها أو قبلها ولم تتوضأ بعد خروجه، ولو نظرت ووجدت المذي بعد الصلاة فلتعتبره طارئا بعدها إن أمكن ذلك، ولا تطالب بإعادتها، لأن الحدث يضاف إلى أقرب وقت، وإن لم يمكن اعتباره طارئا بعدها اعتبر خارجا قبلها، فيجب غسله من الثوب ويغسل الذكر وما أصاب من البدن، وقد اختلف أهل العلم في وجوب الإعادة على من صلى وفي ثوبه نجاسة لا يعلمها، وراجع لذلك الفتوى رقم: 7931.

كما اختلفوا ـ أيضا ـ فيمن ترك ركناً من أركان الصلاة، أو شرطاً من شروطها جاهلاً، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 114133.

أما إذا كان الأمر مجرد شك في خروج هذا السائل ولست متيقنا من خروجه: فلا تلتفت لهذا الشك، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في جواب سائل يشك في خروج المذي منه بعد الوضوء: وما دام عندك شك ولو قليلا ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح . انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني