الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول قراءة القرآن والذكر

السؤال

عندي عدة أمور أريد منكم الإفتاء فيها:
1 - حكم عمل الختمة الجماعية بحيث كل شخص يأخذ جزءا ويقرؤه في بيته.ولا يقرأونه مجتمعين ؟؟
2 - هل تصل قراءة القرآن للميت وإهداء الختمة على روحه ؟
3- هل يوجد فضل لسورة ياسين أو غيرها من السور من أجل تفريج الهم والكرب؟
4 - ما حكم حملة الاستغفار الجماعي بالمنتديات أو التسبيح أو أي ذكر أو دعاء ؟ بارك الله بكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما قراءة القرآن وإهداء الثواب للميت فمسألة مختلف فيها بين العلماء، والراجح عند كثير من أهل العلم أنه ينفعه ذلك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 111133 . ولو تواصى بعض الناس بعمل ختمة للميت بأن يقرأ كل منهم جزءا مثلا أو ما يتفق عليه ويهبون ثوابها له رجي أن ينفعه ذلك إن شاء الله، وإن كان الأولى الخروج من الخلاف، وأن يجعل القارئ ثواب قراءته لنفسه، فإنه سيأتي عليه يوم يكون فيه أحوج شيء إلى الحسنات، وأما الميت فالأفضل أن يدعو ويستغفر له ويتصدق عنه كما نبهنا على ذلك بالفتوى رقم: 113528.

ولا نعلم حديثا صحيحا يفيد أن سورة بعينها تقرأ عند حصول الكرب لا سورة يس ولا غيرها، ولكن القرآن خير كله، فلو أن أحدا قرأ سورة منه وجعلها وسيلة لتفريج كربه رجي أن ينفعه ذلك.

وقد قال ابن كثير في تفسيره عن سورة يس: قال بعض العلماء: من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى، وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة وليسهل عليه خروج الروح. اهـ، وراجع الفتوى رقم: 108602 فقد نقلنا فيها كلام ابن كثير هذا، وبينا درجة الأحاديث الواردة في فضل سورة يس.

وما أسميته حملة الاستغفار الجماعي أو التسبيح أو الذكر من خلال المنتديات. فإن كان المقصود به تذكير الأعضاء بمثل هذه الأمور حتى يكونوا من أهلها ويقوموا بها فلا حرج في ذلك إن شاء الله، وهو نوع من التعاون على الخير، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. [المائدة 2]. وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.[التوبة 72].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني