الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المباشر للمعصية والمتعاون معه سواء في الإثم

السؤال

ما حكم عملي في سوق تجاري يبيع الخمر والخنزير مع العلم أنه لا علاقة لي مباشرة بالتعامل مع هذه الأصناف حالياً حيث أنني أعمل بوظيفة مدير إداري ولكن في السابق عملت كمدير للسوق وما هو حكم السنوات السابقه؟جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن عمل الإنسان كمدير تجاري أو مدير عام لسوق أو نحوه الأصل فيه الجواز، وإذا تقلد الشخص أحد هذه المناصب -التي هي في الأصل جائزة- وجب عليه بمقتضى مسئوليته صيانة الإدارة المسؤول عنها وتطهيرها من جميع المخالفات، كبيع الخمور أو لحوم الخنزير والتعامل بالربا ونحو ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: "... وكلكم مسئول عن رعيته" لكن إذا لم يكن لمدير السوق أي سلطة يغير بها المنكرات التي تمارس في إدارته، وكان عمله كمدير له علاقة بتلك المنكرات من مساعدة على جلبها أو ترويجها أو نحو ذلك -وهذا غالباً هو دور المدير- فلا يجوز له البقاء في هذه الوظيفة المحاطة بالمنكرات، والتعاون مع أهل الفسق على الإثم والعدوان الذي يرتكبونه، وقد نهى الله عز وجل عن ذلك، وورد الوعيد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ارتكاب المعاصي غير مفرق بين المباشر والمتعاون معه، فقال عليه الصلاة والسلام: "لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه" رواه أبو داود وغيره.
لذا نقول للسائل: إذا لم تكن لك سلطة تامة في إدارة السوق المذكورة تمكنك من منع الناس فيه من بيع المحرمات، فلا يجوز لك العمل فيه كمدير، سواء كنت مديراً إدارياً أو كنت مديراً تجارياً، وعليك أن تتخلص من العمل فيه وتبحث عن عمل آخر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني