الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فوائد الإكثار من نوافل العبادات

السؤال

هل يجوز لي قضاء الصلاة، لأنني سمعت بأنه بدعة وخاصة عندما أشك أحيانا في الطهارة من الحيض وأنا لم أغتسل بعد؟ وهل يجوز لي الإكثار من النوافل وترك القضاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان القصد قضاء الصلاة التي تمر على السائلة وهي في شك من انقطاع حيضها قبل أن تغتسل فلا يجب عليها قضاؤها، لأن الحيض يقين فلا يزول بمجرد الشك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 157693.

فإذا تيقنت حصول الطهر وجب عليها أن تبادر بالغسل، ويجب عليها قضاء الصلوات التي أدرك الطهر وقتها
وانظري الفتوى رقم: 120367، للفائدة، والفتوى رقم: 103635, لبيان أن إعادة الصلاة لمجرد الوسوسة بدعة في الدين.

وأما الإكثار من النوافل فمندوب إليه على كل حال وهو سبب لدخول الجنة كما أجاب صلى الله عليه وسلم من سأله مرافقته في الجنة: أعني على نفسك بكثرة السجود. رواه مسلم.

والنوافل تسد الخلل والنقص الذي قد يحصل في الفرائض، لما ثبت عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِي صَلاَةِ عَبْدِى أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِى فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ. رواه أبوداود والترمذي وصححه الألباني.

فأكثري من النوافل ودعي عنك الوسواس ولا تلتفتي إلى الشك، فإن الشك لا يزيل اليقين في شرعنا الكريم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني