الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة الفتوى بغير علم وأهمية تصحيح الوهم أو الخطأ الحاصل

السؤال

سؤالي متعلق بموضوع كتمان العلم، بعض المرات أقول لأصدقائي معلومة في الدين فيتبين لي بعد مدة أنها خاطئة، فهل يجب علي أن أصحح لكل واحد منهم ذلك؟ فمثلا: مرة تحدث خالي عن مقتل الحسين فقال قتل صحابي قلت إنه ليس بصحابي إنه من أهل البيت، ثم اكتشفت بعد مدة أن أهل البيت منهم صحابة، فهل يجب أن أصحح لخالي تلك المعلومة؟ وإن لم أفعل، فهل أكون كتمت العلم، ومرة أخرى: كان رجل يتبرأ من معاوية، فذكرت له آية والسابقون الأولون وقلت إنها تعني كل الصحابة، فهل يجب أن أذهب إليه وأصحح له؟ ومرة أخرى: تناقشت أنا وأخ حول حديث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ـ فقلت إن الحديث يعني كبار المشركين، ومرة أخرى: قلت لأصدقاء لي إن كل المعازف حرام سوى الدف للنساء في عيد أو عرس، لكن واحدا منهم سمع مني الشق الأول من الكلام ولم يسمع إباحة الدف، إذ أعرض عن الحديث، فهل يجب أن أذهب إليه وأبين له؟ ومرة أخرى: قلت لصديق إن سورة الكافرون تمنع الكفر، فهل يجب أن أصحح له؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن علم من العلم شيئاً ثم كتمه عن الناس بلا عذر مع حاجتهم إليه، فقد ارتكب ذنباً عظيما، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2424.

ومن مواطن الحاجة المعتبرة: تصحيح الوهم أو الخطأ، فإن هذا جملة النصح الواجب، كما في صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.

وهو كذلك من جملة الأمانة التي أمرنا بأدائها، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء: 58}.

ثم مما ينبغي التنبه عليه: خطورة الفتوى والتقول على الله بغير علم، فإن ذلك من الكبائر، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 128208.

وإذا كان ذلك كذلك، فمن وقع فيه وجب عليه أن يستغفر الله ويتوب إليه، وأن يسعى في التخلص من تبعة ذنبه، وذلك ببيان الصواب وإعلام من سمعوه بخطئه، فقد قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ {آل عمران: 187}.

وقال: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {آل عمران: 71}.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني