الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقليل الكلام مع الأم

السؤال

هل يجوز أن لا أكلم أمي كثيرا، لكن أساعدها في أعمال المنزل وبالذي تريد لكن لا أريد أن أكلمها لأنني كلما تكلمت معها تصبح تقاسيم وجهها كأنها تنظر لشيء قذر، وهذا الشيء والله يزعجني جدا جدا جدا لا أريد تكلميها، فهل يأمرني ديني بذلك؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبر الوالدين من أعظم القربات ومن أجل الطاعات، وبر الأم على وجه الخصوص آكد، فنوصيك بالحرص على البر بأمك والإحسان إليها، وراجعي الفتوى رقم: 1841.

وترك البنت الكلام مع أمها إن لم يكن على سبيل الهجر لها لا يعتبر أمرا محرما، ما لم تكن الأم تتأذى بترك تكليمها فيحرم في هذه الحالة ويعتبر نوعا من العقوق، قال الشيخ تقي الدين السبكي ـ رحمه الله ـ فيما نقله عنه البدر العيني أنه قال: إن ضابط العقوق إيذاؤهما بأي نوع كان من أنواع الأذى، قل أو كثر نهيا عنه أو لم ينهيا. اهـ.

وأما انزعاجك بمثل النظرات المذكورة عن أمك فقد يكون وهما منك لا حقيقة له في الواقع، وعلى افتراض أنه واقع فلا يبرر لك ترك تكليمها، فعليك بالصبر عليها ومداراتها حتى تتقي غضبها، هذا مع العلم بأن من حق الوالدين البر بهما وإن أساءا، كما بينا بالفتوى رقم: 135582.

ونوصيك بالتماس سبب هذا التصرف من أمك تجاهك، فقد يكون هنالك شيء أساءت فهمه، أو وقع منك تقصير تجاهها، واعملي بعد ذلك على معالجة كل حالةبما يناسبها، وفقك الله لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني