الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإصلاح بين الوالدين من أعظم الإحسان إليهما

السؤال

والدي رجل مسن ويريد أن يطلق والدتي لأنه يرى أنها كانت دائمة الاستهزاء به والعناد معه، وعدم مقدرته على العيش معها، ولكن بعد إلحاح مني أنا وإخوتي على عدم الطلاق بسبب سلبيات هذا القرار، وعدم قدرتنا على الاعتناء بهم، وكل واحد منهم في منزل مختلف؛ حيث إن والدتي كبيرة أيضا في السن، قرر عدم الطلاق ولكن هذه ليست رغبته وسيتأثر نفسياً من هذا وربما صحيا. هل الذي فعلناه أنا وإخوتي صحيح ؟ وما حكم هذا خصوصاً أنه قرر عدم معاملتها نهائياً ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسعي في الإصلاح ابتداء أمر طيب ومحمود ومندوب إليه، قال تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ. [النساء:128 ]. وروى أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين. ويتأكد مثل هذا في حق الوالدين، فإنه من أعظم الإحسان إليهما. فالذي نراه أنكم قد أحسنتم صنعا بالحيلولة بين أبيك وبين الطلاق، وأما ما تخشون من تأثر أبيكم بذلك نفسيا أو صحيا فأمر ينبغي لكم بذل الجهد في تداركه، وتحري الحكمة والعمل على كل ما من شأنه أن يحول دون حدوث توتر بين والديكما. وكبر السن قد يكون من أكبر أسباب مثل هذه التوترات.

وإن كانت والدتكم فعلا تستهزيء بأبيكم وعنيدة في تصرفها معه فهذا منها لا يجوز، فينبغي أن تناصحوها في هذا الأمر بأسلوب طيب، ويمكن أن تستعينوا عليها ببعض من لهم مكانة عندها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني