الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لم يوص النبي عليه الصلاة والسلام بالخلافة

السؤال

كيف أرد على من قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ولم يحدث أصحابه عن الخلافة وتركهم هكذا ويحتج هؤلاء بقوله صلى الله علي فيما معناه ((لا ينام أحدكم حتى تكون وصيته تحت رأسه ))) أرجوالجواب في أسرع وقت لأني لم أستطع الرد على مثل هؤلاء .وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالوصية مستحبة، لما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماحق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة. قال ابن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله تعالى "فيه -الحديث- الحث على الوصية، وقد أجمع المسلمون على الأمر بها، ولكن مذهبنا ومذهب الجماهير أنها مندوبة لا واجبة. وقال أبو داود وغيره من أهل الظاهر: هي واجبة لهذا الحديث ولا دلالة لهم فيه، فليس فيه تصريح بإيجابها، لكن إن كان على الإنسان دَيْن أو حق أو عنده وديعة ونحوها لزمه الإيصاء بذلك. قال الشافعي -رحمه الله- معنى الحديث: ما الحزم والاحتياط للمسلم إلا أن تكون وصيته مكتوبة عنده، ويستحب تعجيلها، وأن يكتبها في صحته ويشهد عليه فيها، ويكتب فيها ما يحتاج إليه، فإن تجدد له أمر يحتاج إلى الوصية به ألحقه بها. قالوا: ولا يكلف أن يكتب كل محقرات المعاملات وجزئيات الأمور المتكررة" انتهى.
فالوصية إذاً مستحبة لمن كان عنده شيء يريد أن يوصي به، وقد تجب كما سبق. وأما إذا لم يكن الشخص له حاجة في الوصية فلا تجب ولا تستحب، وعدم كتابة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وصية في أمر الخلافة لا يعني عدم مشروعية الوصية، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يفعل، حاشاه عن ذلك عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يفعل فهو كافر.
ولذلك نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب لأصحابه وصية في هذا الأمر العظيم لحكمة وعلة أرادها الله تبارك وتعالى، كما سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم:
10104.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني