الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزم صيغة السلام الواردة في السنة

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
السؤال: لقد سألتكم في سؤال سابق عن حكم قول ( الله بالخير ) أو ( صبحك الله بالخير) وكانت الإجابة 1في رقم الفتوى( 153513 ) هي كالتالي :-
ولذلك فالسنة البداية بالسلام، وإذا قال صبحك الله بخير. فلا حرج إن شاء الله تعالى، وأما قولهم (الله بالخير) فينبغي تجنبها لما فيها من الإيهام وعدم ورودها عن السلف.
وقد بعث لكم سؤالاً آخر وهو :-
السؤال: أي القولين الآتيين أصح: 1-صبحك الله بالخير أو مساك الله بالخير. 2-الله بالخير.
وكانت الإجابة 2في رقم الفتوى (2324030)كالتالي:-
إن الجملة الأولى: صبحك الله بالخير أو مساك جملة صحيحة المعنى والمبنى، وأما الجملة الثانية: الله بالخير فهي اختصار الجملة السابقة وهي أيضا صحيحة، وإذا كان القصد بصحة هذه الأقوال صحة إلقاء التحية بها شرعا، فإن تحية أهل الإسلام السلام فلا ينبغي استبدالها بغيرها من الألفاظ وإن كان معناه صحيحا، لما في الحديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وأنا الآن لا أعرف هل قول ( الله بالخير ) بعد السلام صحيحة كما قلتم في الجواب الأول أو ينبغي تجنبها لما فيها من الإيهام وعدم ورودها عن السلف.
وأتمنى من فضيلتكم أن تعطوني الجواب الشافي الكافي لأسئلتي السابقة و وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو أن تتبع السنة وتبدأ بالسلام الوارد فيها وتترك عنك ما عدا ذلك ولا تتعب نفسك به، واعلم أن البحث عن التناقض بين فتاوى العلماء ليس غاية يتتبعها الشخص ويسعى في تصيدها. فكان ينبغي -وقد سألتنا عن هذا الموضوع وأجبناك فيه- أن تكتفي بما أجبناك به أولا ولا تعيد السؤال إلينا. مع أنك لو عدت إلى ما أجبنا به عن كل من سؤاليك لما احتجت إلى طرح السؤال مرة ثالثة. فقد ذكرنا في جواب السؤال الأول أن السنة في التحية البداية بالسلام قبل الكلام، لما في الحديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. وذكرنا في جواب السؤال الثاني أن تحية أهل الإسلام السلام فلا ينبغي استبدالها بغيرها من الألفاظ وإن كان معناها صحيحا. وقلنا في الجوابين معا إن بعض أهل العلم ذكروا أنه لا حرج في البداية بالدعاء بصبحك الله بخير أو مساك...

كما أن قولنا في الجواب الأول: وأما قولهم (الله بالخير) فينبغي تجنبها لما فيها من الإيهام وعدم ورودها عن السلف.. وفي الجواب الثاني: وأما الجملة الثانية: الله بالخير فهي اختصار الجملة السابقة وهي أيضا صحيحة، وإذا كان القصد بصحة هذه الأقوال صحة إلقاء التحية بها شرعا، فإن تحية أهل الإسلام السلام فلا ينبغي استبدالها بغيرها من الألفاظ وإن كان معناها صحيحا... ليس بينهما تناقض في الحقيقة؛ لأننا في الجواب ذكرنا أنها موهمة، أي قد يتوهم منها البعض غير ما أريد بها. وذكرنا في الجواب الثاني أنه لا ينبغي استبدال تحية الإسلام بها ولو كان معناها صحيحا. وما بين الفتويين من اختلاف يسير في الألفاظ إنما سببه اختلاف الطريقة التي ورد بها كل من السؤالين.
فدع عنك هذا العناء واصرف وقتك فيما يفيد، واعلم أن السلام الوارد في السنة هو أن يقول الرجل: السلام عليكم، ويقول الراد: وعليكم السلام. أو يقول سلام عليكم. فقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله.. الحديث.
ولمعرفة حكم إلقاء السلام والرد عليه انظر الفتوى رقم: 22278.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني