الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام أول الليل أفضل لمن لا يقوم في آخره

السؤال

يا شيخ: أصلي صلاة قيام الليل قبل أن أنام، يعني عند الساعة 12 لأني كنت أضبط المنبه في الثلث الأخير ولكن أطفئه ولا يوقظني.
فهل ثواب الصلاة في ذلك الوقت الذي أصلي فيه تماما مثل الثلث الأخير؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أفضل وقت لقيام الليل هو نصفه الأخيرأي القيام بعد منتصف الليل.

قال ابن قدامة في المغني: وأفضل التهجد جوف الليل الآخر، لما روى عمرو بن عبسة، قال: قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، فصل ما شئت. رواه أبو داود، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه. وفي حديث ابن عباس في صفة تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه نام حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ - فوصف تهجده حتى قال: ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاء المؤذن. انتهى.

ومقتضى أفضلية الصلاة في جوف اليل أن ثوابها أكثر، إلا أن من علم من نفسه أنه لا يستيقظ فالأفضل أن يصلي ويوتر قبل أن ينام لئلا يفوته قيام الليل أصلا، وهو مأجور على كل حال، وإن لم يدرك فضل الصلاة في جوف الليل. ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل.
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر.

قال الحافظ ابن حجر في شرح قوله "ونوم على وتر" في رواية أبي التياح: وأن أوتر قبل أن أنام. وفيه استحباب تقديم الوتر على النوم، وذلك في حق من لم يثق بالاستيقاظ. انتهى.

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح رياض الصالحين عند الكلام على حديث أفضل الصلاة صلاة داود: ولكن مع هذا، إذا قام الإنسان في أي ساعة من الليل فإنه يرجى له أن ينال الثواب، هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هو الأحب إلى الله والأفضل، لكن يكفي أن تقوم الثلث الأخير أو الثلث الأوسط أو النصف الأول، حسب ما تيسر لك ؟ قالت عائشة رضي الله عنها: من كل الليل أوتر النبي صلى الله عليه وسلم من أول الليل ووسطه وآخره . فالأمر في هذا ولله الحمد واسع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني