الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل درجات لكل طاعة وتكريم الحائز على أكبر الدرجات

السؤال

نحن مجموعة من الأخوات تقابلنا على الإنترنت، والأغلب منا لا يعرف بعضنا بعضا، تعاهدنا على طاعة الله ووضعنا ورد طاعة يشتمل على تحديد درجات لكل طاعة مثال: 10 درجات لـ 100 استغفار وصلاة على النبي، 10 درجات لقراءة جزء من القرآن، 5 لصلاة فرض الفجر، و5 للسنة والأذكار بعد الصلاة وهكذا على أن نكتب تقريرا يوميا نجمع فيه درجات اليوم، و في نهاية الأسبوع نجمع الدرجات ونكرم الأوائل بلوحات شرفية على الانترنت من باب تشجيع المجتهدة فينا وحث المقصرة على الزيادة. وفعلا بفضل الله كثيرات منا التزمن بسبب هذا الموضوع. فهل عملنا هذا جائز؟ ولو به من الشبهة حال فإننا قمنا بالاجتماع على الفيس بوك حيث لا تعرف أي منا أي معلومات عن صاحبة التقرير. فهل يجوز وجزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الأعمال الصالحة هو الحرص على إخفائها وعدم إظهارها إلا لمصلحة راجحة كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 165657 . وعليه فالذي نراه أن يذكر بعضكن بعضا بفضائل هذه العبادات وتكثرن التحاض على فعلها، وأن تتركن هذه الوسيلة المذكورة لما قد تفضي إليه من الرياء وإرادة وجه الناس بالعمل، فإنه يخشى أن تكون الواحدة منكن تعمل ما قرر عمله إنما تريد بذلك أن يوضع اسمها في تلك اللوحة، وفي ذلك من الضرر العظيم على الدين ما لا يخفى، ولا يؤثر في هذا كون بعضكن لا يعرف بعضا إذ الإنسان مجبول على حب الثناء ولو ممن لا يعرف، ثم إن التواصل على هذا النحو كثيرا ما تنشأ عنه معرفة كما هو واقع. فالأولى لكن حرصا على سلامة قلوبكن وأن تكون الأعمال خالصة لوجه الله تعالى أن تكتمنها وتكتفين بالتذكير بفضائلها وما أعد الله لأهلها من المثوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني