الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مشاهدة عروض السحرة والإعجاب بها يعتبر تصديقا لهم

السؤال

حكم من يذهب إلى عروض السحر أو عروض الحواة و ما شابه، ويصفق لهم ويعجب بهم. هل يكفرون عينا ؟ وما هو معنى ( المصدق بالسحر) هل تعني من صدق الساحر فيما يقوله من معرفة الغيب أم هو أشمل من هذا فيدخل فيه تصديق التخيلات والأوهام التي قد يفعلها الساحر أو الحاوي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز تعمد مشاهدة عروض السحر والشعبذة، ولكن مجرد مشاهدتها ليس بكفر، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 25403، 36547، 36565، 100439.
وأما التصديق بالسحر، فورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر. رواه أحمد، وحسنه الألباني.
قال في (مرقاة المفاتيح): "ومصدق بالسحر" أي القائل بتأثيره لذاته. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين: المصدق به هو المصدق بما يخبر به المنجمون، فإذا قال المنجم: سيحدث كذا وكذا، وصدق به، فإنه لا يدخل الجنة؛ لأنه صدق بعلم الغيب لغير الله، قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65] فإن قيل: لماذا لا يجعل السحر هنا عاما ليشمل التنجيم وغير التنجيم؟ أجيب: إن المصدق بما يخبره به السحرة من علم الغيب يشمله الوعيد هنا، وأما المصدق بأن للسحر تأثيرا، فلا يلحقه هذا الوعيد، إذ لا شك أن للسحر تأثيرا، لكن تأثيره تخييل. اهـ.
وقال الشيخ صالح الفوزان: إنما تصديق المنجم فيما يدعي من علوم الغيب والإخبار عن الأمور الغائبة والمستقبلة، هذا فيه وعيد عظيم، وفيه إثم كبير. اهـ.
ومما يوضح هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

قال الشيخ سليمان في (تيسير العزيز الحميد): فيه دليل على كفر الكاهن والساحر والمصدق لهما، لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، والمصدق لهما يعتقد ذلك ويرضى به وذلك كفر أيضًا. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 93661، 78245، 160103.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني