الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستسقاء بالدعاء عقيب الصلوات

السؤال

أحسن الله إليكم، فوجئنا اليوم قبل إقامة صلاة الصبح برسالة من حاكم البلاد ألقاها الإمام وهي أنه يطلب من الرعية الدعاء جماعة دبر كل صلاة بثلاثة أدعية لطلب الغيث لمدة عشرة أيام، وبعد الصلاة انسحب بعض الإخوان، فهل يعد هذا الأمر بدعة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستسقاء وطلب نزول الغيث أمر مشروع بلا شك، وللاستسقاء صفات متعددة منها أن يخرجوا للصلاة ويستسقوا، ومنها أن يستسقي الخطيب في خطبة الجمعة، ومنها الاستسقاء بالدعاء من غير صلاة، واستحب بعض العلماء أن يستسقوا عقيب الصلوات، قال المرداوي في الإنصاف: قَالَ الْقَاضِي وَتَبِعَهُ فِي الْمُغْنِي وَالشَّرْحِ: وَالِاسْتِسْقَاءُ ثَلَاثَة أَضْرُبٍ أَحَدُهَا: الْخَرُوجُ وَالصَّلَاةُ، كَمَا وَصَفْنَا، الثَّانِي: اسْتِسْقَاءُ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ، الثَّالِثُ: أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَقِيبَ صَلَوَاتِهِمْ، وَفِي خَلَوَاتِهِمْ، قَالَ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ: الِاسْتِسْقَاءُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ، أَكْمَلُهَا الِاسْتِسْقَاءُ عَلَى مَا وَصَفْنَا، الثَّانِي بَلْ الْأَوْلَى فِي الِاسْتِحْبَابِ وَهُوَ أَنْ يَسْتَسْقُوا عَقِيبَ صَلَوَاتِهِمْ وَفِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ فَإِذَا فَرَغَ صَلَّى الْجُمُعَةَ، الثَّالِثُ: وَهُوَ أَقْرَبُهَا أَنْ يَخْرُجَ وَيَدْعُوَ بِغَيْرِ صَلَاةٍ. انتهى.

فإذا عرفت هذا، فإن هذه الصفة بعينها وهي الاستسقاء هذه المدة على هذا النحو لم تنقل فيما نعلم، ولكن كلام من ذكرنا من العلماء في استحباب الاستسقاء عقيب الصلوات مع كون النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا يدل على أن هذا الفعل لا حرج فيه إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني