الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى بالإمامة من توفرت فيه شروطهامع مراعاة وحدة المسلمين

السؤال

أرجو أن توسعوا صدوركم. أنا مصري أعيش في إيطاليا، وأنا مدرس لغة عربية وحاصل على إجازة في القرآن الكريم برواية حفص. دعاني بعض الإخوة العرب لأكون إماما لمسجدهم الجديد، وعند ذهابي إليهم فوجئت أن المجموعة الأكبر في هذا المسجد من المسلمين الألبان، وأنهم قد أحضروا شابا من عندهم ليكون إماما للمسجد وهو لا يتكلم العربية ولا حتى الإيطالية، وأصبحنا في مأزق الآن. فكيف يكون الخروج منه مع العلم بأنني كنت معهم في رمضان الماضي، وصليت بهم، ولكن الآن هناك منهم من يريد أن يشق الصف إن لم يتحقق ما يريدون، ويفكرون في البحث عن مكان آخر يصلون فيه، مع العلم بأنهم ثلاثة أضعاف العرب، وأنهم لو تركوا المسجد لن يبقى بذلك في المسجد إلا قليل وهم ينتهجون المذهب الحنفي. فهل يجوز لهم عمل مسجد آخر؟ وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق والمحافظة على وحدة المسلمين، ويعلم الله أنى حريص على تواجدهم. أرجو أن تفيدونا برد شاف وأشكركم على سعة صدركم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نرى أن تردوا الأمر إلى أولي العلم والرأي فيكم من الجانبين، ليحصل الاتفاق على جمع الكلمة ووحدة الصف، وأنتم من أحوج الناس إلى هذا وبخاصة وأنتم مقيمون في بلاد الغرب، وينبغي أن يختار للإمامة الأولى بها وهو الأقرأ لكتاب الله، ثم الأعلم بالسنة، ثم الأقدم إسلاما، ثم الأكبر سنا كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولو تراضيتم على أن يصلي هو بعض الصلوات وتصلي أنت بعضها لكان ذلك حسنا، وإن كان هذا الشخص ممن تصح إمامته فنزلت له عن الإمامة وصليت وسائر إخوانك خلفه حرصا على جمع الكلمة كنتم مأجورين على ذلك إن شاء الله، وبالجملة فالأمر أيسر من أن يجعل مثارا للتفرق والنزاع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني