الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن زنت ان يعاشرها زوجها من غير أن تستبرئ

السؤال

يا شيخ لو امرأة زنت مرتين وهى متزوجة، وكان هذا الزنا منذ عام ونصف تقريبا، وطبعا لم تخبر زوجها بهذا الزنا، وبعد الزنا بعدة أيام حوالي ثلاثة أيام عاشرها زوجها أي قبل استبراء رحمها، وذلك في المرتين كان يعاشرها قبل استبراء رحمها وكانت لا تعرف أنه يجب أن تستبرأ بحيضة قبل أن يعاشرها، ولكنها جاءتها الدورة بشكل عادي في المرتين ولم تحمل حتى الآن منذ الزنا، المهم هي قرأت منذ شهر ونصف بالصدفة على الموقع أنه لا بد للزانية أن تستبرئ رحمها بحيضة قبل معاشرتها لزوجها، فخافت جدا مما قد حدث منها منذ عام ونصف عندما عاشرها زوجها قبل الاستبراء، وخافت أن يكون بسبب أنه عاشرها قبل استبراء رحمها قد حرم عليها، فهي أيضا موسوسة، فهي الآن منذ ما عرفت أنه كان يجب أن لا يعاشرها قبل الاستبراء فخافت أن يكون قد أصبح زوجها محرما عليها منذ عام ونصف وقت معاشرته لها بعد الزنا، فأصبحت منذ ما قرأت على النت تمتنع عن معاشرة زوجها وتتحجج له بأي حجج خوفا من أن يكون أصبح محرما عليها، أو فسخ نكاحها أو بطل بسبب ما حدث من قبل من معاشرة زوجها لها وهي زانية بدون استبراء رحمها، المهم طلب منها زوجها أن يعاشرها وذلك منذ أسبوع، وكانت قد اشتاقت إليه فوافقت على معاشرته ولم تتحجج له بالامتناع، وجاء في بالها أنه يمكن أن يكون قد حرم عليها لما حدث من قبل ( معاشرتها قبل الاستبراء ) ولكنها قالت في بالها إن معاشرتها لزوجها الآن سوف يكون زنا ورضيت ووافقت في بالها على هذه الفكرة، وهكذا طلبها زوجها مرة أخرى منذ ثلاثة أيام، وقالت في بالها أيضا إن ما تفعله الآن مع زوجها زنا، لأنها لا تعرف هل حرم عليها أم لا، لكنها خائفة الآن هل فعلا زوجها حرم عليها لأنه عاشرها قبل استبراء رحمها، ولو كان الجواب بلا إذا ما الحكم في ما اعتبرته الآن في بالها ورضيت ووافقت أنه ما يحدث بينها وبين زوجها الآن من معاشرة يعتبر زنا. هل فعلا لو كانت تشعر أنه محرم عليها وعاشرته وهي تشعر أنه زنا وموافقة هل تعتبر زانية مع زوجها ويطبق عليها حد الزنا، فهى أصلا لا تستطيع أبدا أن تخبر زوجها ( أنها ارتكبت الزنا مع غيره وهي متزوجة منه، وأنه عاشرها بعد الزنا بأيام قبل استبراء رحمها، وهي تخاف أن تخبره أنها تخشى أن يكون هو محرم عليها ) فهي لا تستطيع أن تخبره بكل هذه الأمور، ولا تستطيع أن تخبره أنه بسبب هذا هي تعتبر في بالها أن معاشرتها له زنا، هي لا تستطيع أن تخبره أصلا بهذه الأمور) لكنها كان ممكن عندما يطلبها أن تتحجج له بأي حجة كي لا يعاشرها حتى تسأل وتستفتي في أمر زواجها لكنها للأسف تساهلت في الأمر، وعندما طلبها منذ أسبوع وافقت لأنها فعلا كانت قد اشتاقت إلى معاشرته وإلى الجماع حتى لو كان زنا، فكان يجب عليها أن تتحجج بأي شيء حتى تتأكد من حكم زواجها.
فهي حزينة الآن أنها رضيت بهذا التفكير( أن معاشرتها له زنا ووافقت عليه في بالها، وأنها ضعفت وتساهلت ووافقت على معاشرة زوجها حتى لو كان زنا، وكان يجب عليها والأولى لها أن تتحجج وتمتنع عنه حتى تسأل وتستفتي عن حكم زواجها قبل أن تعاشر زوجها لكنها تساهلت لمجرد اشتياقها إلى الجماع ) فهل هي تعتبر الآن زانية لأنها وافقت ورضيت في بالها أن ما يحدث بينها وبين زوجها زنا، فهي تشعر أنه محرم وتعاشره وراضية أن يكون زنى. هل تعتبر زانية فهي موسوسة. ماذا تفعل هل تتجاهل كل هذه الأفكار فهي الآن نادمة وتابت توبة نصوحا عما بدر منها، وهي متزوجة من زنى مع رجل أجنبي فهي تعيش الآن مع زوجها عادي، فهو طيب جدا وحنون وهي فعلا تحبه، ونادمة أشد الندم مما حدث منها عندما ارتكبت الزنا مع غيره وهي متزوجة به، فهي تريد الآن أن تحافظ على زوجها وبيتها، ولديها ابنة صغيرة تريد أن تتربى بينها وبين أبيها بالله عليكم ماذا عليها الآن مع زوجها. هل تعيش وتكمل حياتها معه وتستغفر الله على ما فات كله وتبدأ حياة جديدة أم أن زوجها حرم عليها خلاص فيجب أن تنفصل عنه. بالله عليك أرجو الرد في أسرع وقت ممكن .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب على هذه المرأة إخبار زوجها بما حصل منها، ويجوز له وطؤها من غير استبراء كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم 128246 وعليها أن تتوب إلى الله توبة نصوحا مما أقدمت عليه من عظيم الجناية، وقد تأثم بإقدامها على فعل ما تظنه حراما وإن كان مباحا في نفس الأمر كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم 173865 فعليها أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الأمر أيضا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني