الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما عليه النصارى اليوم ليس هو الدين الذي بعث به عيسى عليه السلام

السؤال

كنت أشاهد التلفاز وتحدثوا عن وفاة بابا الأقباط في مصر. فقلت (إن الديانة المسيحية تافهة) ثم خفت أن أكون أسب دينا من أديان الله فقلت (إن الديانة المسيحية التي يطبقها مسيحيو اليوم هي التافهة وليس ما أنزل الله على سيدنا عيسى) واستغفرت الله. فهل في ما قلت كفر؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما قلته أولا كفر بل ولا إثم عليك فيه أصلا، ولم تكن محتاجا إلى هذا التقييد لأن المعلوم أنك لم تقصد الدين الذي كان عليه عيسى عليه السلام وإنما قصدت دين هؤلاء القوم، ولا ريب في كونه دينا باطلا، وأن من مات عليه فهو خالد مخلد في النار أبدا، واعلم أن الله لم يرتض لعباده دينا غير الإسلام، وأن الإسلام هو دين جميع الرسل عليهم السلام بمن فيهم عيسى عليه السلام، فكلهم بعثوا بالإسلام والدعوة إليه، وقد قال الله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران:52}، فدل على أنه إنما دعاهم إلى دين الله الذي هو الإسلام وهو أن يوحدوا الله تعالى ويعبدوه لا يشركوا به شيئا، ولكنهم بدلوا وغيروا فلعنة الله على الظالمين. والمسلمون هم المتبعون على الحقيقة لنبي الله عيسى عليه السلام، لأنهم المتبعون للدين الذي جاء به، وهو عليه السلام حين ينزل في آخر الزمان يكون متبعا لشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم فيضع الجزية ويكسر الصليب ولا يقبل إلا الإسلام كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني