الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رسم إنسان كامل وإخفاء جزء منه بثوب أو جدار

السؤال

أولًا: جزاكم الله عنا وعن كافة المسلمين كل خير لما تقدمونه من جهد في نشر الدين وتبيين الصحيح من الخطأ، إخواني رأيت فتاوى في الموقع عن جواز رسم ذوات الأرواح بشرط أن تنقص جزءا لا تستطيع الحياة دونه في أكثر من فتوى، وهذا أمر أنا أعلمه ولا اختلاف فيه، ولكن ما يحيرني هو طريقة النقص وهو سؤالي هنا كما سأبينه: هل مثلا لو رسمت إنسانا كاملا وغطيت بطنه مثلًا أو نصفه السفلي من السرة أو أسفلها بقليل حيث لا يستطيع الحياة دون الجزء المغطى بملاءة أو لحاف ـ بطانية ـ يجوز؟ أو حتى بعباءة، وأقصد بعباءة كعباءة الشخصية المشهورة بات مان أو أكبر منها بحيث يمحى جزء من الجسم لا يستطيع الحياة دونه، أو حتى لو رسمت شخصا يتكئ على سور ولا ترى من الصور سوى نصفه العلوي في ذلك بأس؟ أتمنى الإيضاح بالجواز لكي لا يتخبط فهمي، هذا وجوزيتم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 152607، أن رسم بعض الصورة فقط كالرأس أو الرأس مع الرقبة أو سائر الجسم دون الرأس لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ أما رسم إنسان كامل ثم تغطية نصفه بلحاف ونحوه فالظاهر عدم جوازه، لأنه كما لو رسمت شخصا لابسا ملابسه، بخلاف رسمه ناقصا لما لا تتم الحياة بدونه، سواء رسمته على جدار أو غيره.

وذهب بعضهم إلى أن صورة الرأس لا تجوز إذا كانت واضحة المعالم ولو كانت وحدها بدون بدن، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله: والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. اهـ

وانظر الفتويين رقم: 72923، ورقم: 136256، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني