الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شراء وتقديم الخمر للوالدين غير المسلمين

السؤال

صديقي مسلم وهو بيلاروسي، وأهله غير مسلمين، والحمد الله هو ملتزم، وسألني عن حكم شراء الخمر لوالديه أو حمله، أو حتى صبه لهما لأنهما والداه ولا يستطيع أن يعارضهما خاصة وأنهما ضده إسلامه، وهو يحاول أن لا يزعجهما لأنهما معارضان لإسلامه، وحتى والده اجتمع بي وتكلم معي شخصيا فهو خائف على ولده، يريد ولده أن يعيش ككل الناس في تلك البلاد. الذهاب للمقاصف والمشي مع الفيتات. فماهو حكم صب الخمر لهما؟
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لهذا الرجل إعانة والديه على شرب الخمر بأي صورة من صور الإعانة، فعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه. رواه أبو داود.

بل لا يجوز له أن يجالس والديه حال شربهما الخمر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر. رواه أحمد.

وينبغي لهذا الشاب أن يحرص على دعوة والديه إلى الإسلام فإنّ ذلك من أعظم أنواع البر والإحسان إليهما، ومن لوازم الشفقة عليهما، كما أنّ الدعوة إلى الإسلام من أفضل الأعمال التي يحبها الله ويثيب عليها بأعظم الأجور، ومن أعظم وسائل الدعوة الاستعانة بالله، والإحسان إلى المدعو، والإلحاح في الدعاء مع عدم تعجل النتيجة. وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 18262، 23179، 21363، 29347

مع التنبيه إلى أن هذا الشاب إن كان عاجزا عن إقامة دينه في بلده فالهجرة واجبة عليه، ولبيان الأحوال التي تجب فيها الهجرة راجع الفتوى رقم : 149695

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني