الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع معاونة الغير في إعداد بحث يترتب عليه ترقية وزيادة في الراتب

السؤال

حياكم الله. أقوم بمعاونة صديق في إعداد بحث علمي يترتب على الحصول على درجته مزايا في الترقية والراتب وغيره, وأحياناً أقوم بأغلب الكتابة أو كلها في فصل أو مبحث معين. فهل عليّ إثم في ذلك؟ وهل على صاحب البحث (صديقي)أية مخالفات شرعية من جراء حصوله على درجة لم يسهم فيها بالقدر الكافي, وهل أمواله التي يحصل عليها بعد هذه الدرجة فيها شبهة أم حلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأبحاث التي يكلف بها الطلاب خلال مراحل الدراسة أوعند التخرج تعتبر إحدى وسائل التقييم، كما أن الهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومة من المصادر المعتمدة، ويتعود صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، وبالتالي فاعتماده على غيره فيما هو مقصود منه بذاته كصياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ونحوها لايجوز. وكتابة ذلك عنه تترتب عليه مفاسد كثيرة منها منحه درجة لا يستحقها، ومساواته بل تفوقه أحيانا على غيره من الطلاب الذين تعبوا واجتهدوا وأبدعوا في بحوثهم، وهذا ظلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَي زُورٍ. متفق عليه.

وبناء عليه فما دمت تكتب أكثر البحث لصاحبك، أو تقوم بما هومطلوب منه حصرا فإن ذلك من الغش المحرم والتعاون على الإثم الممنوع. قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، فلا يجوز لك فعل ذلك ويلزمك الكف عنه، وأما العمل بهذا البحث فقد ذكرت أنه يترتب عليه ترقيات ومزايا وراتب، فإذا لم يكن صاحبه هو من قام به على الوجه الذي تطلبه جهة عمله المشترطة للبحث فلا يحل له تلك المزايا والترقيات ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني