الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يكفر المسلم بالألفاظ المحتملة

السؤال

قرأت في موقعكم أن الزركشي قال في المنثور: من تكلم بكلمة الكفر هازلا ولم يقصد الكفر كفر ـ فهل في هذا الموقف كفر؟ أرجو أن توسعوا صدركم معي بارك الله فيكم، أريد جوابا مباشرا: قالت امرأة لخطيبها: أحب الرجال الذين يصلون، رد الرجل لخطيبته: هل تقصدين أني كافر؟ فردت عليه: لا، كنت أتحدث بشكل عام، ثم قال الرجل بسخرية: لا، إذاً أنا كافر ـ أي أنك تقصدين أني كافر بكلامك ـ
فهل يكفر الرجل في هذا الموقف؟ أم يعذر لجهله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يقع الكفر بما ذكر، لأن الرجل يحتمل أن يكون يقصد بالكلام المذكور أن يسألها هل تتصور أنه كافر، والسياق كما هو ظاهر يفيد بأنه لايريد الإخبار عن نفسه بالكفر، وما دام الاحتمال موجودا في هذ العبارة، فالأصل بقاء الإيمان، فقد قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني