الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتباع سنة التدرج في الدعوة إلى الله تعالى

السؤال

هذه تكملة السؤال رقم: 2355568، أرجو أن تطلعوا عليه أولا من فضلكم لفهم بقية الأسئلة جيدا:
4ـ إخوتي ووالدي يقعون في بعض المنكرات وأود نصحهم عن طريق طبع مجموعة من الفتاوى من موقعكم وقررت أن أعطيهم أولا فتاوى تتعلق بآثار الذنوب والمعاصي ثم أتدرج معهم فيما يقعون فيه من منكرات, فمثلا الحجاب الشرعي: قررت أن أجعله آخر ما أنصحهم به، لأنني إذا نصحتهم به الآن قد لا يستجيبون لنصحي ولا يستعظمون خطأهم، لكن إذا تدرجت معهم وأعلمتهم بآثار الذنوب في حياة الإنسان أولا ثم حاولت أن أغير ما يقعون فيه من أخطاء تدريجيا أظن أن هذا سيساعد على إحياء قلوبهم وتقبلهم النصح عندما أنصحهم بالحجاب الشرعي، فما رأيكم في هذه الطريقة التي ذكرتها؟ وهل يجوز لي أن أشرع في هذه الطريقة بعد البكالوريا وذلك لأن البحث عن الفتاوى واختيار المناسبة منها والواضحة ونسخها والخروج لطبعها في الخارج سيستهلك وقتا وهذا سيؤثر على معدل البكالوريا على ما أظن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعين هذا الأخ ويصلح أهله، وعليه أن يجتهد في مناصحتهم وألا يمل من ذلك، ونوصيه بالاستعانة بالله والاجتهاد في الدعاء لهم أن يهديهم الله ويشرح صدورهم، ولا حرج في التدرج فيما تعطيهم من الفتاوى، والأولى في البداية هو التركيز على الكليات حتى يقرروا الاستجابة لأوامر الله فابدأ بالتركيز على تقوية الإيمان، وإصلاح القلوب وإتقان الصلاة والحرص على تقوية صلة النفوس بالله تعالى، والإكثار من الحديث عن الأسباب المعينة على خشية الله تعالى، والرغبة في ما عنده واستشعار مراقبته، والإكثار من الحديث عن الآخرة والقبر والجنة والنار، والترغيب في ذكر الله تعالى، فقد روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لاتزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا....

وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.

وفي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.

وأما أن تؤخر الموضوع حتى تنتهي من الامتحان وتتمكن من التحضير فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني