الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط اتخاذ الخادمات في البيوت

السؤال

السلام عليكم لدي خادمة.. ووجدنا عندها صورة أطفالي .. وصورتي الشخصيه..ووجدنا .. شيئا يشبه قرن صغير الماعز ما مدى تصوركم لهذا .. هل هو نوع من أنواع السحر .. أم أنها حالة حصلت فجأة ولا علاقة لها بالسحر؟ علماً بأن الخادمة غير مسلمة. أفيدونا جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما دامت هذه الخادمة كافرة؛ فلا يستبعد أن تفعل كل ما فيه مضرة للمسلم، كما قال تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [سورة التوبة: 10]. فلا القرابة تحمي منهم، ولا العهد يمنعهم، فكيف إذا لم تكن هنالك قرابة ولا عهد؟
وقرائن الأحوال تشير إلى احتمال سعيها إلى عمل السحر، وإلا فما الفائدة من قرن الماعز؟ والواجب عليكم التخلص منها لترتاحوا من شرها. ولا يحملنكم ما رابكم من أمرها على ظلمها أو مضايقتها: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [سورة المائدة:8].
وهذه الحادثة خير شاهد على أنه إذا دعت الحاجة إلى اتخاذ الخادمات في البيوت فلا بد من مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك، ومن ذلك:
1- أن تكون الخادمة مسلمة؛ لأن المسلمة أولى بأن يردها دين أو مروءة، وإذا لم توجد إلا كافرة فيجب أن يكون الحذر منها أشد في جوانب كثيرة، خاصة على الأطفال حتى لا ينشؤوا على عقائد كفرية أو أفكار هدامة مصادمة لعقيدة الإسلام.
2- إلزامها بالحجاب ومراعاة الحدود الشرعية في التعامل معها سواء كانت مسلمة أم كافرة كعدم الخلوة بها، وعدم الاختلاط المحرم، وعدم دخول الرجال عليها، خصوصًا الأبناء المراهقين؛ فإنَّ التهاون في ذلك سبب في الوقوع في الفواحش.
3- أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إن كانت مسلمة، وأن تدعى إلى الإسلام وترغب فيه بالقول والعمل إن كانت غير مسلمة.

4 - أن لا يوكل أمر تربية الأولاد للخادمة مطلقا؛ لأن تربيتهم مسؤولية الوالدين، ومن مفاسد إسناد تربيتهم للخدم أن ذلك يُفقد الطفل الجانب العاطفي تجاه والديه، لا سيما أمه، فيفتقد الحنان الذي هو العنصر الأساس في التوجيه والإرشاد للأطفال.
5 – أن توفى حقها كاملا ولا تبخس منه شيئا وأن لا تكلف من العمل ما لا تطيق .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني