الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود الطاعة الواجبة للوالدين وهل طاعتهما تستلزم إلغاء شخصية الابن

السؤال

أنا شاب في السابعة عشر وملتزم. سؤالي هو: هل طاعة الوالدين إذا نهوني عن شيء مباح واجبة في عدم حضورهم أي إذا كانوا مسافرين مثلا، خصوصا في الأشياء التي أجدها شبه ضرورية. مثلا إذا نهوني عن لبس الشماغ أو استخدام جوال الكاميرا. فهل تجب طاعتهم في ذلك إذا لم يكونوا موجودين بمعنى أن أي شيء مباح لا يحبه والدي ولو كان لم ينهني عنه ولكن أتصور بأن أبي لايريدني أن أفعل هذا الشيء فهل تجب طاعته. يعني أعيش بتفكير والداي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن برّ الوالدين من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات، وأن طاعتهما في المعروف واجبة، فإذا أمرك والداك بأمر ليس فيه معصية لله وكان لهما فيه مصلحة وليس عليك ضرر فيه، فالواجب عليك طاعتهما فيه سواء كانوا حاضرين أم غائبين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) : وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ. الفتاوى الكبرى لابن تيمية.

وقال النفراوي: والحاصل أنه يجب برهما بالقول والجسد بالباطن والظاهر. الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.

أما مجرد علمك بأنهما يحبان منك فعل شيء مباح أو تركه، فلا يجب عليك الفعل أو الترك لكن يستحب، وإذا أمراك بما لا منفعة لهما فيه أو بما يضرك فلا تجب عليك طاعتهما في ذلك، وعليه فإن بر الوالد وطاعته لا تعني إلغاء شخصية الابن ومنع استقلاله بنفسه، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم : 76303

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني