الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستحق من دل غيره على عقار أجرة بمجرد الدلالة ولو لم يتفقا عليها

السؤال

كنت أبحث عن سكن للإيجار، وكنت أبحث عن العمارات السكنية بنفسي، وأسأل بواب العمارة إذا كانت هناك شقة للإيجار، فأعطاني أحد البوابين رقم هاتف مالك شقة في العمارة، ثم اتصلت بالمالك واتفقت معه وأجرت الشقة، ثم فوجئت بأن الحارس يريد دلالية على هذا الفعل مع أن دوره كان فقط إعطائي رقم الهاتف!! ولم يقل لي ابتداء إنه يريد أجرة دلالة ولم يسم أي أجرة. فهل يستحق دلالة مع أني لم أتعاقد معه لا شرعا ولا قانونا على أن له أجر دلالة، حيث إني قرأت في كتب الفقه أن الذي بذل عملا من غير أن يؤذن له فليس له أجر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لحارس العمارة الذي دلك على الشقة وأعطاك رقم هاتف صاحبها مطالبتك بأجرة عن ذلك، ما لم يكن في العرف ما يقتضي استحقاقه لأجر مقابل تلك الدلالة، فإن كان في العرف ما يقتضي استحقاقه لها لزمك أداؤها إليه ولو لم يشترط عليك ذلك نصا إذ المعروف عرفا كالمشروط شرطا.

قال ابن نجيم في الأشباه والنظائر: المعروف عرفاً كالمشروط شرعاً. انتهى.

وقال الحموي في غمز عيون البصائر: المعروف عرفاً كالمشروط شرطا.


وانظر الفتوى رقم :180639

وأما المسألة الفقهية التي ذكرتها فليس هذا محلها، لأنك سألت الحارس وأخذت رقم صاحب الشقة منه وهذا قد يكون دلالة في العرف يستحق صاحبها الأجر ولو لم يشترط ذلك نصا .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني