الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التربح من تصفح الإعلانات مقابل مبلغ يدفعه المشترك

السؤال

ما حكم الاشتراك في شركة إعلانات على الإنترنت. إليكم طريقة عملها: أولاً : يدفع المشترك مبلغ 1300$ كاشتراك لمدة سنة واحدة فقط! ثم : في كل أسبوع عليه أن يتصفح 5 إعلانات يرسلها له الموقع في حسابه (يمكنه اختيار الإعلانات التي يريد) بعد انقضاء أول شهر من تاريخ اشتراكه يدفع له الموقع 150$ عن كل أسبوع - شرط أن يكون قد شاهد الإعلانات - و في حالة أنه لم يشاهد الإعلانات المفروضة فلن يدفع له الموقع شيئاً. بعد انقضاء سنة من تاريخ الاشتراك يكون لدى العضو خياران إما أن يجدد بمبلغ 1300$ مرة أخرى، أو أن يلغي عضويته لدى الموقع . فما حكم الاشتراك في هذه الشركة ؟ علماً أنه بإمكان المشترك اختيار إعلانات أحسبها جائزة شرعا. و هل صحيح أنني أستحق الربح، لأني بعت وقتي في مشاهدة الإعلان ؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم في فتاوى كثيرة أن الاشتراك في التربح من الإعلانات مقابل مبلغ يدفعه المشترك لا يجوز، ولو كانت الإعلانات ذاتها مشروعة ومن باب أولى لو كانت محرمة. لأن بذل ذلك العوض يؤدي إلى أن تكون المعاملة قمارا محرما وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.

وليس صحيحا أنك تأخذ أرباحا مقابل بيع وقتك لمشاهدة الإعلانات، بل الحقيقة أنهم يعطونك الأرباح لأنك بذلت المبلغ المشروط في الاشتراك، ولذا لو قضيت في التصفح ما شاء الله من الوقت ولم تدفع المبلغ ما أعطوك شيئا، فما يسمونه كراء الصفحة هو مجرد حيلة يأخذون بها مبلغ الاشتراك مقابل الأرباح، والعبرة في العقود بمعانيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني