الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور يفعلها الأبناء ينتفع بها الأب بعد موته

السؤال

توفي والدي -رحمه الله- قبل فترة بسيطة، وكان سبب الوفاة هو هبوط في الدورة الدموية والتنفسية حسب قول الأطباء، وأنا متيقن من صحة ذلك لعلمي بحال الوالد - رحمه الله- حيث كان مريضا يضيق التنفس لما يزيد على عشر سنين بعد أن ترك التدخين -والحمد لله- وكان -رحمه الله- قد قام بعمل تشخيص طبي قبل وفاته بحوالي شهر ونصف، وأخبره الطبيب بأن لديه نقصا في نسبة الأكسجين في الدم وقد اقترح هو -رحمه الله- على الطبيب أن يتزود بأسطوانة للأكسجين في البيت، فأيده الطبيب، وقد أخبرني بتوصيف الطبيب لحالته وما اقترح هو على الطبيب فعزمت على تزويده بالأسطوانة، وانتظرت حتى توفر لدي المال ثم ذهبت لاستشارته -رحمه الله- هل ما زلت عازما على شراء الأسطوانة قال: الآن لا، في الصيف -بإذن الله- أشتريها، أعطني ثمنها، وأخذ ثمنها، ثم لم يمض شهر حتى تناول شيئا من المواد الصناعية التي يتحسس منها وأصابه اختناق وتوفي في الطريق وهو ذاهب للمستشفى -رحمه الله- بسبب الاختناق والله أعلم، وقد كان في أحسن أحواله قبل وفاته بعشرين دقيقة -رحمه الله-
وكان مما قاله -رحمه الله- وهو يتناول المادة الصناعية التي يتحسس منها: يا ابني إن فيها كذا وهي تؤذيني ولكني سأتناولها، لا بأس وكانت هي السبب والله أعلم.
ومما يخفف علينا كثيرا كثيرا أنه -رحمه الله- نطق الشهادة لفظا وأشار بها بأصبعيه مرتين قبل وفاته وهو في حالة اختناق ثم لم يكلم بعدها أحدا.
فأقول ما تقول لي وأنا أحس بذنب عظيم لا يبرح يساورني؟
وما تقول لأخي الذي جاء له بالمادة الصناعية على غير علم منه بها أو باحتمال أثرها، وهو كذلك صاحب هم مثلي؟
هل من كفارة بالأمر كفارة قتل الخطأ أو ما شابهها؟
وهل نعد متسببن؟
ما واجبنا تجاهه -رحمه الله- وما أعظم ما نقدم له؟
هل من توجيه أو كلمة طيبة لقلوبنا جزاك الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يغفر لأبيكم ويرحمه وأن يتجاوز عنه ويعفو عنه بمنه وكرمه، والذي نرجو له هو أن يكون ممن ختم الله له بخير ونسأل الله تعالى أن يكون داخلا فيما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله بأن له الجنة، وأما أنتم فنوصيكم بالصبر والاحتساب، وأن تعلموا أن لله ما أخذ وله ما أعطى وأن كل شيء عنده بأجل مسمى، واجتهدوا في الدعاء لأبيكم والاستغفار له، ولو تصدقتم عنه أو وهبتم له ثواب شيء من القرب والطاعات نفعه ذلك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 111133 ، وقد أخطأ أبوكم رحمه الله بتناول هذه المادة المؤذية، وما كان ينبغي لمن علم أنها تضره أن يعينه على تناولها، أما وقد كان ما كان فقدر الله وما شاء فعل، ولا يلزم أحدا منكم كفارة ولا شيء، وإنما ينبغي أن تجتهدوا في الدعاء لأبيكم والاستغفار له فإن هذا من أعظم ما ينتفع به في قبره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني