الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصناف الجن...وهل يعبرون الأرض بسرعة هائلة

السؤال

هل صحيح أن الجن يعبرون الأرض في عشر دقائق؟وما هي أنواعهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالجن خلق من خلق الله تعالى خقلهم لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وهي الحكمة التي من أجلها خلق الإنس، قال تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذريات:56].
وأصلهم أنهم مخلوقون من النار، قال تعالى:وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ [الرحمن:15]. فمنهم المسلمون والقاسطون، والصالحون ، والفاسدون، قال تعالى حكاية عنهم:وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ [الجـن:14]. وقال:وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً [الجـن:11].
ويقول عنهم العلامة بدر الدين الشبلي الحنفي المتوفى سنة 769 هـ في كتابه عن الجن المسمى أحكام الجن: الجن ثلاثة أصناف -كما جاء في الحديث- صنف على صورة الحيات، وصنف على صورة كلاب سود، وصنف ريح طيارة ذو أجنحة.
ثم ذكر الحديث الذي نسب تخريجه إلى ابن أبي الدنيا وساق سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله تعالى الجن على ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهوى، وصنف عليهم الحساب والعقاب، وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم لهم قلوب لا يعقلون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في ظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله. قال محقق كتاب موسوعة الجن الدكتور السيد الجميلي هذه الأحاديث رواها الترمذي الحكيم وابن أبي الدنيا وضعفها السيوطي.
وخلاصة ما تقدم أن الجن أنواع مختلفو الأشكال والمعتقدات، فمنهم المسلم والكافر والسني والمبتدع، ومنهم من له أجنحة يطير بها في الهواء، ومن ثم فلا مانع من أن يعبروا الأرض كلها في وقت قصير جداً ما دام منهم من يطير، لكن تحديد ذلك بعشر دقائق أو ساعة يحتاج إلى دليل ولا نعلم دليلاً عليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني