الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطأ في كتابة آية ولو حصل قصدا لا ينفي حفظ القرآن الكريم من التحريف

السؤال

لدي موضوع أشكل علي وأردت أن أسألكم فيه:
هناك آية بالقرآن الكريم [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] والله سبحانه وتعالى أصدق القائلين.
وفي الفترة الأخيرة انتشرت المصاحف الإلكترونية على الجوالات [ و الحمد لله ]، لكن المشكلة أنه وصلتني رسالة [ قبل فترة طويلة ] عن تطبيق يحتوي قرآنا كريما حرفت فيه آية واحدة [ وأظن أنه خطأ غير مقصود في الكتابة ].
والسؤال هنا: هل الرسالة كاذبة لأنه من المستحيلات تحريف القرآن الكريم، أم أنه من الممكن أن تكون الرسالة صادقة وحفظ القرآن الكريم يكون بتنبيه الناس على أن التطبيق فيه آية محرفة، أم أن للآية تفسيرا مختلفا؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن القرآن محفوظ من أن يتطرق إليه نقص أو إسقاط فقد تكفل الله بحفظه ولم يكله إلى الناس، فقال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، ولا شك أن وعد الله حق، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ {فاطر:5}. وإذا حصل خطأ ما في كتابة آية أو آيتين ونحو ذلك في المصحف، أو حصل هذا قصدا من أعداء الإسلام، فذلك لا ينفي حفظ القرآن، لأن هذا الخطأ أو التحريف المقصود يكتشف ويقيض الله له من ينبه عليه ويكشفه، ويبقى القرآن محفوظا كما نزل أول مرة، ولهذا لم تفلح كل محاولات أعداء الله تعالى في تحريف القرآن عبر القرون مع أنهم سبقوا المسلمين في المطابع وكان يمكنهم طباعة مصاحف محرفة وبثها بين المسلمين والتلبيس عليهم ولكن موعود الله لهم بالمرصاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني