الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم خروج المرأة للدعاية الانتخابية لبعض المرشحين

السؤال

أود أن أعرف ما هو حكم نزول النساء في الدعاية الانتخابية للمرشحين سواء في المسيرات و"هتافهم فيها" لمرشحهم أو عن طريق الوقوف على جوانب الطرقات وعلى النواصي وبالأماكن الحيوية حاملين لافتات لمرشحهم حتى يراها المارون بالطريق؟ أليس ذلك فيه امتهان للمرأة والأولى تركه للشباب من الرجال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي النظر أولا في الهدف في خروج المرأة لهذه الدعاية، فإن كانت دعاية لمرشح يتبنى أفكارا فاسدة مناوئة للإسلام ومبادئه كالإلحاد والعلمانية وما دار في فلكهما، فمثل هذا المرشح لا يجوز دعمه أو الترويج لحملته، ويستوي في هذا الحكم الرجال والنساء، لأن هذا يعتبر من الإعانة على الإثم والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وفي ختمها بهذا الوعيد بيان لخطورة الأمر.

وأما إذا كان المرشح ممن يجوز دعمه والترويج لدعايته فلا حرج على المرأة من الخروج في الدعاية له بشرط أن تلتزم الضوابط الشرعية من الحشمة والحياء والستر والحجاب والابتعاد عن مخالطة الرجال أو الخضوع بالقول ونحو ذلك من أسباب الفتنة، فإذا التزمت بهذه الضوابط فليس هنالك ما يمنع شرعا من خروجها، وليس في ذلك امتهان لها. وإذا لم تكن هنالك حاجة لخروجهن فالأولى أن يقوم بذلك الرجال، ولكن قد تقتضي المصلحة الراجحة خروجها أحيانا، وهذا مما لا يخفى في زماننا الحاضر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني