الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى مشروعية دعاء الاستخارة اليومية

السؤال

تنتشر في هذه الأيام حملات ودعوات كثيرة على النت تدعو لأمور مثل أدعية وأذكار وما شابه ولا ندري مدى صحتها وعلى سبيل المثال قرأت من فترة ما يسمى بدعاء الاستخارة اليومية ونصها التالي:
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللهم إن كنت تعلم أن جميع ما أتحرك فيه أو أسكن فيه في حقي وحق أهلي وولدي وإخواني، وجميع من شاء الله تعالى في ساعتي هذه إلى مثلها من اليوم الآخر، أو الليلة الأخرى، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن جميع ما أتحرك فيه أو أسكن في حقي وحق غيري من أهلي و ولدي وسائر من شاء الله من ساعتي هذه إلى مثلها من اليوم الآخر أو الليلة الأخرى شر لي في ديني ومعاشي ، وعاقبة أمري، وعاجله وآجله،
فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به.
فهل لها من أصل في الشرع أم أنها من البدع التي لا يجوز اتباعها؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الدعاء على هذا النحو غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وإن كان معناه غير منكر لكن الدعاء به بصورة يومية مما يشبهه بالمشروع مما يدخل في حد البدعة الإضافية، قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإن مضاهاة غير المسنون بالمسنون بدعة مكروهة كما دل عليه الكتاب والسنة والآثار والقياس. انتهى. وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم للأمة صلاة الاستخارة إذا هم أحدهم بالأمر، وهي إنما تشرع إذا هم الشخص بأمر من الأمور، أما فعلها بلا حاجة فغير مشروع، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: صلاة الاستخارة مستحبة عند الحاجة إليها، إذا هم بأمر وأشكل عليه هل هو رشد أم لا؟ كزواج بفلانة، أو سفر إلى فلان استخار ربه، فلا يفعلها إلا عند الحاجة. انتهى. فإذا كانت صلاة الاستخارة لغير حاجة مما لا يشرع مع كونها مشروعة بالنص في الجملة فأولى ألا يكون هذا الدعاء في كل يوم على هذا النحو مشروعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني