الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينافي الإخلاص أن يتمنى الشهادة لأجل أن يدخل الجنة

السؤال

سؤالي هـو من تمنى الشهادة في سبيل الله لأجل أن يدخل الجـنة هل هذا حرام؟ لان من شروط الشهادة أن تكون مخلصا لله وليس للشهرة أو لأجل الناس ،، وأنا مثلا أريد الشهادة لأجل أن أدخل الجنة هل هذا إخلاص لله أم لا ؟ وهل من يقاتل في سبيل الله لأجل دخول الجنة والدفاع عن الوطن ونصرة الأقصى وهذا الدين هل هذا حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تمني الشهادة في سبيل الله مستحب ، ويرجى لمن تمناها صادقا أن يرزقه الله أجرها ولو مات على فراشه ففي صحيح مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه : قال النووي في شرح صحيح مسلم :وَفِيهِ استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير. انتهى

والأخلاص كما قال أهل العلم هو: أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكاً مقرباً ولا نبياً. [ ابن عثيمين – مجموع الفتاوى ] فلا يتنافى مع طلب الجنة وحسن المثوبة الذي هوغاية كل عامل والهدف الذي ينشده ويدندن حوله كل مؤمن قال تعالى:ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهومؤمن فأولئك كان سعيهممشكورا ، وقال أيضا سبحانه : وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما .

كما أن الدفاع عن الإسلام وجهاد المحتل لبلاد المسلمين مقصد حسن بل واجب شرعي حسب الاستطاعة ، ومن قتل وهو يدافع عن ذلك فهو شهيد إن شاء الله تعالى فعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»رواه أصحاب السنن وصححه الألباني . وانظر الفتوى رقم : 137255، للفائدة ، وانظر الفتوى رقم :121341،والفتوى رقم : 121341، لبيان مراتب الشهادة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني