الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلة الرحم تحصل بكل ما يعد في العرف صلة

السؤال

سبق وأن راسلتكم، ورقم الفتوى هو: 180689، حكم زيارة الأقارب إذا تسببت في أذية الأم: أنا أتصل ببعض عماتي في الأعياد فقط والبعض الآخر لا أتصل عليهن أبدا لمكرهن الشديد، ولكن عندما ألتقي بواحدة من عماتي في أي مكان أسلم عليها وأتحدث إليها بشكل حسن فأنا صراحة لا أريد أن أتصل عليهن في الأيام العادية حتى لا أوطد العلاقات معهن أكثر فرويدا رويدا قد يحدث ما أخشاه وهو إلحاق الأذى بأمي لكنني أنوي عندما أتزوج أن أتصل عليهن جميعا وأوطد العلاقات بهن، لأن التعامل سيكون بيني وبينهن بعيدا عن أمي، ولي أيضا خال لا يأتي لزيارتنا ولا لزيارة أحد من إخوانه ولا حتى لزيارة والده الذي هو عاتب عليه، فالكل أحس أنه لم يعد يرغب في أن يزوره أحد في بيته وأنا لا أستطيع الذهاب إليه وحدي، لأن الفتاة غير المتزوجة لا تخرج للزيارة وحدها ولا أحدثه في الهاتف أيضا، لأنه سيستغرب الأمر إن فعلت لأنه لم يحدث أن اتصلت عليه في حياتي كلها، لأننا كنا نذهب فقط لزيارته إضافة إلى أنني أخجل منه وليس لي ما أقوله له، فهل أنا قاطعة للرحم في الحالتين؟ وجزاكم الله ووفقكم إلى ما يحب ويرضى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا لك أنه إذا تحقق كون زيارة بعض الأقارب سببا لضرر أو أذى يلحق الأم، فلك أن تقتصري في صلتهم على الحد الذي لا يحصل به ضرر، وأما خالك فالواجب عليك صلته بما تقدرين عليه، فإن قدرت على الاتصال به فلا ينبغي أن يمنعك من ذلك الخجل أو العجز عن الاسترسال في الكلام معه فيكفي أن تقتصري على السلام والسؤال عن أحواله ونحو ذلك، وعلى أية حال فالمهم أن تصليه بما يعد في العرف صلة له، فإن الشرع لم يحدد لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو قدراً محدداً، وإنما المرجع في ذلك إلى العرف واختلاف الظروف، فتحصل الصلة بالزيارة والاتصال والمراسلة والسلام وكل ما يعده العرف صلة، وراجعي الفتوى رقم: 80230.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني