الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ماذا أفعل إذا كنت قد قلت لصديقتي سأشتري لك هدية، ثم قالت لي لا، وكنت أقول مع نفسي يجب أن أشتريها لها؟ وهل هذا عهد أو وعد علي أن أنفذه؟ ثم إذا كنت قلت لشخص سأشتري لك شيئا ثم نسي هو ذلك الموضوع ولا زلت أذكره، فهل علي أن أفعله؟ وهل عندما أقول مع نفسي أو لشخص ما سأفعل كذا أو سأعطيه ذلك الشيء ثم غيرت رأيي أكون آثمة؟ أرجوكم فأنا لا أعرف معنى العهد والوعد ولا كفارتهما، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما قلته لصديقتك من أنك ستهدين إليها هدية، هو في الأصل من قبيل الوعد؛ إلا أن ردها لها مسقط للمطالبة بالوفاء بما وعدتها به، وليس حديث النفس بالهدية بعد ذلك ملزما شيئا، أما قولك لشخص مَّا سأشتري لك كذا، فهذا أيضا من قبيل الوعد ولو نسيه الموعود، وللعلماء في حكم الوفاء بالوعد خلاف بين من يرى لزوم الوفاء به مطلقا ومن لم يف بوعده كان آثما، ومن يرى عدم لزوم الوفاء مطلقا، بل استحبابه ومن لم يف فلا إثم عليه، ومن العلماء من يرى لزوم الوفاء إن كان في التراجع عن الوعد ضرر على الموعود، وإلا كان مستحبا فقط، وهذا القول الأخير هوالراجح ـ إن شاء الله تعالى ـ ولا يخفى أن الوفاء بالوعد إنما هو في الوعد بالمعروف شرعا، أما غيره فلا وفاء فيه، وراجعي لمزيد البيان الفتوى رقم: 12729.

أما الفرق بين العهد والوعد: فهو أن العهد: الأصل في معناه: حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال، ثم استعمل في الموثق الذي يلزم مراعاته، والوفاء بالعهد لازم، قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا {الإسراء: 34}.

ومن أهل العلم من يرى في عدم الوفاء به كفارة يمين.

أما الوعد: فهو الإخبار عن فعل المرء أمراً في المستقبل يتعلق بالغير، قال ابن عرفة: إخبار عن إنشاء المخبر معروفاً في المستقبل.

وليست فيه كفارة، وقد سبق حكم الوفاء به، وراجع في هذا فتوانا رقم: 12762.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني