الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النائم غير مخاطب بالتكاليف الشرعية

السؤال

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يتوسل بالإيمان به واتباعه، وهذا جائز في حياته وبعد مماته.
القسم الثاني: أن يتوسل بدعائه، أي بأن يطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فهذا جائز في حياته لا بعد مماته، لأنه بعد مماته متعذر. إلخ.
أريد أن أسألكم إذا رأى الإنسان محمدا صلى الله عليه و سلم بالمنام، هل يجوز الطلب من محمد صلى الله عليه وسلم الدعاء له أم لا يجوز ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنما يخاطب بهذه الأحكام الشرعية من كان مستيقظا، وذلك لأن النوم من عوارض الأهلية، فالنائم غير مخاطب بالتكاليف الشرعية، فلا يقال له: يجوز أن تفعل كذا ولا يجوز أن تفعل كذا.

قال الشيخ عياض السلمي: يذكر بعض الأصوليين أن النوم مانع من التكليف، وأن النائم غير مكلف، ومرادهم ـ كما سبق ـ أن الخطاب لا يتوجه إليه حال نومه وإنما يتوجه إليه بعد الاستيقاظ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة» وذكر منهم: «النائم حتى يستيقظ». والقول بعدم تكليفه حال نومه يعني أن ما يصدر منه من الأقوال لغو لا يعتد به، حتى لو نطق بالطلاق، أو بكلمة الكفر، أو بالقذف، أو ببيع أو شراء أو نحو ذلك لا يعتد به. وأما الأفعال فيؤاخذ على ما يوجب الضمان منها؛ لأن الضمان ليس من شرطه التكليف. انتهى.

وإذا اتضح لك هذا علمت عدم صحة سؤالك أصلا، فما يراه النائم في منامه مما لا يوصف بالجواز ولا بعدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني