الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

السؤال

ما معنى ياشيخ: أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها؟ وهل معناه أن شيئا فوق طاقة الإنسان لا يعمله؟ وهل يسقط التكليف عنه؟ فأنا مريضة بسلس البول، وفي كل يوم أغسل النصف الأسفل من جسمي وأستنجي، ومع ذلك أحس أنه نزل مني بول، ثم ألبس ملابسي وأتوضأ وأصلي الظهر والعصر، وأستنجي وأتوضأ للمغرب والعشاء دون أن أغسل جسمي، لأنني لا أستطيع أن أغتسل عند كل وضوء، فذلك فوق طاقتي واستطاعتي النفسية والبدنية، فهل صلاتي صحيحة؟ أم لابد أن أغسل جسمي كله، مع أن الذي ينزل مني نقطة أو اثنتان؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فمعنى قول الله تبارك وتعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ـ أي: لا يكلف أحدًا فوق طاقته، فالله لم يكلف عباده إلا ما يستطيعون، كما قال الله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ{البقرة:185}.

قال القرطبي رحمه الله تعالى: وهذا خَبَرٌ جَزْمٌ، نصّ الله تعالى على أنه لا يكلف العباد من وقت نزول الآية عبادة من أعمال القلب أو الجوارح إلا وهي في وُسع المكلَّف وفي مقتضى إدراكه وبِنْيَته. اهـ.

فإذا حصل بعض الأعذار التي هي مظنة المشقة حصل التخفيف والتسهيل، إما بإسقاطه عن المكلف، أو إسقاط بعضه كما في التخفيف عن المريض والمسافر وغيرهم، وقد سبق أن نصحنا الأخت السائلة بالبعد عن الوسوسة والإعراض عنها.

وكثير من أسئلتك السابقة تدور في فلك الوسوسة ومشاكلها وموضوع السلس، ونحن نرى أنك لم تستفيدي من أجوبتنا السابقة، ولا فائدة في أن نظل نكرر لك نفس الكلمات، فالتعامل مع السلس أهون ـ إن شاء الله تعالى ـ مما تعانينه من المشقة، إذ يمكنك أن تتحفظي بشيء يحول دون تلوث بدنك بالبول، وإذا حان وقت الصلاة استنجيت وتوضأت وصليت، ولو نضحت ثوبك بشيء من الماء فرارا من هذه الوسوسة لتنسبي ما تشكين فيه من بلل لهذا النضح لكان حسنا، وانظري الفتوى رقم: 71194.

وخروج قطرة أو قطرتين ـ إذا تيقنت منه ـ لا يستدعي غسل النصف الأسفل من البدن، ونرى أن هذا من الوسوسة الشديدة، وما دمت تستنجين وتتوضئين قبل الصلاة فصلاتك صحيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني