الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعية القرآن الكريم والأحاديث والسلف الصالح فيها الكفاية

السؤال

هل يمكن الدعاء ببعض الصيغ المعروفة كحزب النصر وحزب البحر؟ و شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان الله تعالى إنما خلقنا لعبادته وحده لا شريك له فإن روح هذه العبادة وعنوانها هو الدعاء، فقد أخرج الترمذي عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ قول الله تعالى:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .
لأن العبادة هي الخضوع والخشوع والانقياد والتذلل ... وهذا يظهر في الدعاء.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته كما أمره سبحانه وتعالى بذلك، فقال:وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] وقال أيضاً:قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء: 110].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، والله وتر يحب الوتر.
ومن أدعيته المأثورة الجامعة ما في الصحيحين عن أبي هريرة : اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياى التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
ويمكن للمسلم أن يدعو بأدعية أخرى. ولا شك أن أفضل الأدعية هو ما ورد في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما التوقيفي منها فهو ما كان في أماكن مخصصة كأدعية الصلاة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فيمكن للمسلم أن يدعو به ما دام ملتزماً بآداب الدعاء، وأفضل الدعاء ما كان نابعاً من القلب، كما جاء عن كثير من السلف.
وهذا الدعاء أو الحزب الذي ذكرت لا نعرفها ولكننا نحذرك من الأدعية التي يتخذها أصحاب البدع فربما تحمل بعض بدعهم، والخير كله في اتباع السنة والشر كله في الابتداع، وفي أدعية القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة والسلف الصالح كفاية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني