الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة الأب مطلوبة بشروطها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي هي أبي إنه رجل متدين إلا أنه عصبي جداً لا يطيقني يريد أن يتخلص مني .يحب أن يكون وحده. فهو دائما يدعو علينا بأن نذهب إلى بعيد إذا واجهته هل علي إثم .لأني أخاف الله كثيرا أطلب من حضرتكم دعاء له بالرحمة والحنان ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا بأس عليك بتوجيه النصيحة لأبيك لقوله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. متفق عليه.
ولكن عليك أن تعلمي أنه ليس لك حال نصحك لأبيك إلا التعريف والقول اللطيف كما بين أهل العلم، وكما فعل إبراهيم عليه السلام مع أبيه، كما جاء في سورة مريم، قال تعالى:إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً [مريم:42].
فلا حرج عليك إذا واجهت أباك بكل لطف مذكرة إياه بضرورة أن يكون الرجل رحيماً بأهله وأولاده، كما جاء في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبياتكم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قالوا: لكنا والله ما نقبل!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. متفق عليه.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني ليعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي، فإذا بغي منه حاجة وجد رجلاً.
وقال أبو الوفاء ابن عقيل : العاقل إذا خلا بزوجاته وإمائه لاعب ومازح وهازل، يعطي للزوجة والنفس حقهما، وإن خلا بأطفال خرج في صورة طفل وهجر الجد في بعض الوقت.
ونحن نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يقذف في قلب أبيكم الرحمة والحنان وأن يحببه إليكم ويحببكم إليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني