الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل ما يجري في هذا الكون هو بقضاء الله وقدره

السؤال

هل المرض قدر من الله لا دخل لنا فيه؟
وهل كل صغيرة وكبيرة وحركة قدر ؟ مثلا إذا رفعت يدا واحدة. هل هذا قدر أيضاً؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كل ما يجري في هذا الكون أو يحدث فيه من حركة أو سكون، أو صحة أو مرض؛ صغيرا كان أو كبيرا. هو بقضاء الله تعالى وقدره، كما دلت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة؛ فقد قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {الفرقان:2}. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. وقال صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس. أخرجه البخاري.
ولا دخل للعبد في ذلك غير اتخاذ الأسباب التي أمر الله تعالى بها لجلب النفع أو دفع الضر، ورتب عليها مسبباتها وهي من القدر؛ فلا يكون شيء منها خارجا عن قضاء الله وقدره.
هذا وننبه إلى أن أهل العلم حذروا من الخوض في القدر ؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: وإذا ذكر القدر فأمسكوا.. الحديث. أخرجه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وقال البغوي: القدر سر الله لم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، لا يجوز الخوض فيه والبحث عنه من طريق العقل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني