الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة في االخلاء وترك المسجد خاليا

السؤال

فضيلة الشيخ: أفيدونا يرحمكم الله في شيخ أخذ يدعو الناس قبل شهر رمضان لصلاة العشاء والتراويح في الخلاء وترك المسجد فارغا ليس فيه غير مكبرات الصوت، وعند مناصحته بأن ننتظر حتى نستفتي أهل العلم وأن العبادات توقيفية، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستفتي قلوبنا ولو أُفتِيْنَا، فنرجو من فضيلتكم الإفادة، سدد الله قلمكم لما فيه كل خير, ونفع بكم وجزاكم عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فلا شك في أنه لا يجوز تعطيل المساجد، لقوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا... {سورة البقرة: 114}.

والأولى بكل حال أن تصلى الصلوات الخمس وصلاة التراويح داخل المسجد, لكن إذا احتاج المصلون إلى أن يصلوا خارج المسجد لأمر ما كشدة الحر -مثلا- فلا بأس بذلك.

وننبه على أن أهل المسجد عليهم أن يتركوا التنازع فيما بينهم وأن يحرصوا على وحدة الكلمة، فإن أشكل عليهم أمر فعليهم أن يرجعوا إلى أهل العلم، فقد قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {سورة النحل: 43}.

وأما استدلال الشخص المذكور بحديث: استفت قلبك ـ فهو في غير محله، إذ ليس معنى الحديث أن يترك المسلم سؤال أهل العلم عند عدم العلم, قال المناوي في فيض القدير عن قوله في الحديث: استفت قلبك ـ قال حجة الإسلام: ولم يرد كل أحد لفتوى نفسه، وإنما ذلك لوابصة في واقعة تخصه، انتهى. قال البعض: وبفرض العموم فالكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين فأفتاه غيره بمجرد حدس أو ميل من غير دليل شرعي؛ وإلا لزمه اتباعه وإن لم ينشرح له صدره. اهـ.

وانظر المزيد في الفتوى رقم: 17826، عن معنى حديث: استفت قلبك ـ والفتوى رقم: 38050، عن تفسير قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني