الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقبل توبة من وقع بدون عذر في الكفر الاعتقادي

السؤال

السؤال يحتاج إلى الجواب بأسرع ما يكون (تكرار السؤال لعدم فهم الجواب): أنا صاحب السؤال رقم2368922 الذي لم أفهم جيدا الجواب منكم، لذا أكرر السؤال مرة ثانية والذي خلاصته: 1.لو كنت وقعت في الكفر الاعتقادي بدون عذر حقيقة وفعلا -مثلا-، هل تصح توبتي- بما تقدم ذكره- مع الإثم؟ (يعني أنا آثم بكيفية توبتي من البدعة لكن توبتي مقبولة بحيث أكون مسلما حكما وحقيقة ظاهرا وباطنا ؟ ). أم لم تنفع توبتي من البدعة هذه وما زلت مرتدا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت في سؤالك السابق أنك مبتلى بالوسوسة - عافانا الله وإياك -.

فعليك أولا: أن تعالج بلاء الوسوسة الذي أصابك, فاستعن بالله تعالى, وأكثر دعاءه أوقات الإجابة أن يصرف عنك كيد الشيطان ووسوسته.

ومن علاج ذلك: الإعراض الكلي عن التفكير في الموضوع, وأن تستعيذ بالله, وتشتغل بذكره كلما هاجمتك تلك الخواطر والوساوس, وأن تشغل نفسك وطاقتك بما ينفعك وينفع أمتك من تعلم, وتعليم, وخدمة, وتكسب, أو تسلية مشروعة.

واعلم ان الخواطر لا يقع الكفر بها لمن هو نافر منها كاره لها, والردة لا تقع بالاحتمال, فمن ثبت إسلامه بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.

وأما من وقع في مكفِّر وسأل أهل العلم وتأخر الجواب عنه فلا يؤاخذ ولا يحكم بكفره حتى تقوم الحجة عليه, ويبقى مصرا على الكفر بعد ذلك, فالأصل بقاء ما كان على ما كان، ومن وقع منه ناقض للإسلام يستوجب كفره ثم تاب منه بقلبه وصلى فيحكم بإسلامه؛ لأن الصلاة متضمنة للشهادتين، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 148723، وأنه يحكم عليه بالإسلام بمجرد الصلاة، وذكرنا قول صاحب الروض المربع معلقا على قول صاحب زاد المستقنع: فإن صلى فمسلم حكما, فإن صلى الكافر على اختلاف أنواعه في دار الإسلام، أو الحرب جماعة، أو منفردا بمسجد أو غيره فمسلم حكما، فلو مات عقب الصلاة فتركته لأقاربه المسلمين، ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابرنا. اهـ.
وقد قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى التكفير أو تفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة, وفاسقاً أخرى, وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني