الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يكفر من اعتقد أن الأبراج علم من العلوم مادام يعتقد بطلانه ولا يصدقه

السؤال

عندي خالة كان في اعتقادها أن الأبراج علم من العلوم كالفيزياء مثلا أو غير ذلك، ولم تكن تعلم أنه من ادعاء الغيب، وهي تعلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله، فما حكمها؟ وهل تعذر بالجهل أم تكفر؟ وقد قلت لها حديث النبي عليه الصلاة والسلام: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ـ فطلبت مني بعدها بقليل إعادة سرد الحديث ثم قالت، ولكنني لم أكن أعلم، ولا أعرف إن كانت تقصد أنها لم تكن تعلم أن تصديق الأبراج هو ادعاء معرفة الغيب، أم أنها لم تكن تعلم أن ادعاء معرفة الغيب كفر، وطبعا لو كانت من النوع الثاني فإنها تكفر قطعا لأننا نعيش وسط مسلمين، فما حكمها؟ وهل تكفر أم لا؟ وهل تم التأكد من أنها قد كفرت أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننصحك أولا بالبعد والإعراض عن هذه الوساوس فإنما هي من كيد الشيطان، ثم إنه ليس في شيء مما دار بينك وبين خالتك هذه ما يقتضي كفرها؛ لأن اعتقادها أن الأبراج علم من العلوم كالفيزياء والكيمياء هو اعتقاد سليم، لأنه في الجملة علم ولا منافاة بين كونه علما، وكونه يحتوى على الكفر، إذ من العلوم ما هو كفري، فلا حرج عليها إذن في هذا الاعتقاد حتى تعذر فيه بالجهل، طالما أنها لا تعتقد صحة هذ العلم ولا تصدق بمضمونه، وأما قولها لك بعد أن سردت عليها الحديث المذكور: ولكني لم أكن أعلم ـ فليس كفرا أيضا لكونه محتملا لوجوه كثيرة، والحدود تدفع عن المسلمين بالشبهات، ومن دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، فاتق الله تعالى وانزع عن الخوض في تكفير المسلمين ولا تتأكد من أنها كفرت أو لم تكفر، فليس هذا إليك ولا لمثلك، نسأل الله أن يعافيك من هذا البلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني