الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز التصدق بمال أخذ بغير حق إذا أمكن إرجاعه إلى صاحبه

السؤال

كنت أشتغل بياع تذاكر في مدينة الملاهي, وكانت التذاكر تأتي في بوك فيه10تذاكر بقيمة 50ريالاً, ومعها تذكرتان مجانًا, فكنت أفرق التذاكر التي في البوك وأبيعها واحدة واحدة بقيمة 5 ريالات لكل تذكرة؛ حتى أربح 10 ريالات من التذكرتين المجانيتين, علمًا أن المسؤول قال لي: بع البوك كاملاً دون أن تفتحه, لكني كنت أريد أن أكسب أكثر, علمًا أن راتبي 2000ريال فقط, وعلم المسؤول عن ما فعلته فغضب وطالبني بإرجاع المبلغ الذي كسبته, ومقداره 2200ريال, فقلت له: إني لا أملك هذا المبلغ فقد صرفته كله فطردني من الشغل دون أن يعطيني راتبي, علمًا أني لم أشتغل معه إلا أسبوعين فقط, ولا أعلم ما حكم فعلتي هذه, هل تعتبر سرقة أم اختلاسًا أم نصبًا واحتيالاً؟ وأعترف بأني ندمت أشد الندم, وماذا أفعل الآن؟ هل أرد المال الذي أخذته لمسؤولي أم أتصدق به؟
أنا الآن لا أملك هذا المبلغ, لكن إن توفر لي بإذن الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجب عليك أولاً أن تخلص التوبة فيما بينك وبين الله فتستغفره سبحانه، وتصدق في الندم على ما حصل منك، وتعزم على أن لا تعود إلى الذنب فيما بقي من عمرك.

أما عن هذا المال الذي أخذت على الوجه المذكور: فأخذك له خيانة للأمانة، وهو حق لمن ائتمنك, ويجب عليك أن ترد ما زاد منه على حقك له, أما مقابل حقك عليه وهو أجرة الأيام التى عملت معه ولم يعطك بدلها فهو لك؛ لأن الخيانة لا تبطل حقك فيه.

وإذا لم يكن عندك المال الذي يجب عليك رده فهو دين في ذمتك له, إما أن تتحلله منه, وإما أن تقضيه إذا أيسرت بذلك, وليس لك أن تتصدق به طالما أن صاحبه معلوم يمكن الوصول إليه.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 122402 ، 186841 ، 42554 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني