الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحج لمن عليه دين وأقساط

السؤال

علي دين لشركات للاتصالات وقسايم مرورية ودين بل أقساط هل يجوز الحج دون قضاء الدين وأنا لا أستطيع قضاء الدين حاليا لعدم وجود المال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فما دمت لا تستطيع قضاء الدين لعدم وجود المال - كما ذكرت - فكيف ستحج ؟! وإن كنت تعني أن أحدا تبرع لك بنفقة الحج فإنه لا حرج عليك في الحج حينئذ مع بقاء الدين ما دمت لا تتمكن من قضائه إذا بقيت ولم تذهب إلى الحج. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: قضاء الدَّين أهم من الحج، والريال الذي يصرفه في قضاء الدَّين خير من عشرة ريالات يصرفها في الحج، نعم لو فُرِضَ أنه تهيأ له أن يحج مجاناً، مثل: أن يخرج ليخدم الحجاج الذين معه، أو أن أحداً من أصدقائه أراد أن يتبرع له بالحج، فحينئذ لا بأس؛ لأن الحج هنا لا ينال الدَّين منه ضرر. اهــ

وإن كان ذهابه للحج على نفقة غيره يترتب عليه توقف كسبه – راتبه أو دخله – فإن هذا يضر بصاحب الدين ولا شك، لأنه لو بقي واستمر دخله فإنه يتمكن من جمع شيء من المال يسدد به شيئا من دينه فهنا لا يذهب للحج. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إذا كان صاحب عمل، وكان غيابه عن عمله ينقص من تحصيله فلا يذهب، أما إذا لم يكن صاحب عمل، وأن ذهابه معه لا ينقصه شيئاً، فلا بأس أن يذهب معه. اهــ , وانظر المزيد في الفتوى رقم: 56110.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني