الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رد الزوجة على سب زوجها لها بمثله ودعائها عليه

السؤال

ما حكم الدين فى سب الزوج البذيء والدعاء عليه؟
زوجي دائم سبي ورفع صوته مما يجعلنى أصاب بحالة هستيرية من الغضب والعصبية وذلك يجعلني أرد عليه سبه والدعاء عليه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجازاة السوء بسوء مثله مع أنه قد يكون مشروعا لكنه لا يزيد الخرق إلا اتساعا، والطين إلا بلة، فلو كان بوسعك أن تلتمسي مرضاة هذا الزوج رغم إساءته، وتتجنبي ما يستثير شعوره، ويستجلب غضبه، فإن ذلك خير وأولى من أن يستحوذ الجفاء عليكما، فتسوء العلاقة بينكما وتتحول بذلك المودة والرحمة التي ينبغي أن تنعم بها حياة كل أسرة وتتزين بها علاقة كل مسلم بأخيه المسلم إلى النفور والانتقام. وراجعي الفتوى رقم: 27841 .

أما عن حكم سبه وشتمه لك فإن ذلك مما لا يجوز له، وهو من سوء العشرة والسباب المحرم شرعا، كما أنه من الضرر الذي يبيح للزوجة طلب الطلاق أو الخلع من زوجها.

وأما عن سبك له: فإن الرد على المسيء عموما بمثل إساءته جائز بشرطه يقول شيخ الإسلام: وكذلك له أن يسبه كما يسبه: مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبحك الله فيقول: قبحك الله، أو أخزاك الله فيقول: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب يا خنزير، فأما إذا كان محرم الجنس مثل تكفيره أو الكذب عليه، لم يكن له أن يكفره ولا يكذب عليه، وإذا لعن أباه لم يكن له أن يلعن أباه لأن أباه لم يظلمه. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 130331 .

ومثل ذلك الدعاء عليه فهو من الدعاء على الظالم وهو جائز بضوابطه، وراجعي الفتوى رقم: 74676.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني