الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز الأخذ من الحاجب حتى يكون مثل الحاجب المعتاد.

السؤال

عندي حاجبان خفيفان جداً وعريضان ، متناثرة شعيراتهما بأماكن متفرقة خاصة في أطرافهما. حاجبيَّ ليس لهما شكل الحاجب المستوي وخفيفان جداً ( مع وجود فراغات فيه بسبب حادثين تعرضت لهما بالصغر).
عندما أريد رسمهما بقلم الكحل لملء الفراغات لا أستطيع فعل ذلك لأن الشعيرات متناثرة جداً. وإذا ملأت جميع ماهو متناثر يبدو الحاجبان عريضين بشكل غير طبيعي. سأذكر لكم ما يظن الناس عندما لا أرسم حاجبي وأتركهما على طبيعتهما:
إحدى صديقاتي ظنت أن عندي نصف حاجب لأن نهاية الحاجب لا تكاد ترى من خفة الشعر. وظنت أني أنمص الحاجب بأخذ نصفه كليةً، وهذا لم يحصل. ومع ذلك لا أستطيع إكمال الحاجب بقلم الكحل بسبب تناثر الشعر الشديد بطرفيه.
أخي يصف حواجبي بالمقطعة، وإحدى صديقاتي تنصحني بملء الفراغات بقلم الحواجب. فقد حصل فراغان في أحد الحاجبين من حادثين تعرضت لهما وأنا طفلة مما تسبب بفراغ في بداية أحد الحاجبين.
عندما أقوم بأخذ الزائد من شعر حاجبي (من دون ترقيق حاجبي ) يستوي شكلهما ولكن تبقى الفراغات . تهذيب حاجبي بهذه الطريقة بأخذ المتناثر من الحاجبين خاصة بالأطراف يسهل علي ملء الفراغات ، فيصبح الحاجبان شبه مستويين. لا أظن حاجبي يصبحان جميلين بعد الأخذ منهما، ولكن يصبح ملؤهما أسهل علي ويستوي شكلهما كالحواجب الطبيعية. مع العلم أني أكره تغيير شكل حاجبي برفع الحاجب أو تغيير شكله، ولكن أهذبهما بالشكل الذي خلقهما الله. وأكره الحواجب الرقيقة والمرفوعة. 
قلقت من عقاب النامصات واتخذت التشقير بديلاً، ولكن أخاف جداً من التشقير ومضاره على البشرة على المدي الطويل. مع العلم أني أُجدد التشقير كل أسبوع (لأن اللون المشقر لا يستمر اكثر من أسبوع ) وهذا جدا منهك لبشرتي . صديقة إحدى صديقاتي حصل لها تشوه دائم في حاجبيها بسبب مادة التشقير. أختي حصل لها حرق في بشرة حاجبيها بعد الاستمرار بتشقير الحواجب لمدة سنتين . وقرأت في أحد المنتديات أن فتاه تشكو ما حصل لها من سواد دائم في بشرتها بسبب مادة التشقير بعد استخدامه لمدة طويلة وتريد حلاً لذلك. بالإضافة إلى خطر هذه المادة الشديد إذا سقط منها شيء في العين . من قراءة فتاوي كثيرة والتدقيق فيما لخصته الدكتورة لينا الحمصي في لينك اليوتوب التالي
http://www.youtube.com/watch?v=1FJUk5hyh1s
فإني أري أن الأخذ من حاجبي فيه فقط إزالة عيب حتى يستوي منظر حاجبي. ولكن أريد رأيكم حتى لا أتبع منطقي وتفكيري فقط . وقد وصفت حاجبي حتى يتسنى لكم الحكم. هل الأخذ من حاجبي يدخل في التحريم؟ أم هو إزالة عيب فلا حرج فيه؟
والله على ما أقول شهيد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه إذا خرج شعر الحاجب عن الحد الطبيعي، فكان زائدا زيادة مؤذية أو مشينة للخلقة، بحيث تصل إلى حد التشويه فيجوز الأخذ منه حتى يكون مثل الحاجب المعتاد.

وأما تشقير الحاجبين فهو جائز في الأصل لأنه لم يرد شيء يحرمه فيبقى على الأصل، إذ ليس هو من النمص المحرم، وليس فيه تغيير لخلق الله تعالى، لكن إذا ثبت من الناحية الطبية أن فيه ضررا فيحرم لما في حديث الموطأ :لا ضرر ولا ضرار .وفي القاعدة الفقهية التي ذكرها صاحب المراقي :

وأصل كل ما يضر المنع.

وننصح بمراجعة قسم الاستشارات الطبية بموقعنا للنظر فيما ذكرت الطبيبة على اليوتيوب والتأكد من موضوع الضرر.

وبناءً على ما سبق، فإذا كان وضع الحاجبين خارجا عن طور الحاجبين الطبيعيين خروجاً ظاهرا وملفتا ومشيناً فإنه يجوز لك الأخذ منهما بالقدر الذي يجعلها غير مشينتين، وذلك لأدلة ذكرناها في الفتوى رقم: 124793 والفتوى رقم:
13654 والفتوى رقم: 1007 والفتوى رقم: 97964 والفتوى رقم: 1437 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني